سَارُوا بِإِثْبَاتِ الصِّفَاتِ إِلَيْهِ لاَ
التْـ **** تعْطِيلِ وَالتَّحْرِيفِ وَالنُّكْرَانِ
عَرَفُوهُ
بِالأَوْصَافِ فَامْتَلَأَتْ قُلو **** بُهُمُ لَهُ بِالحُبِّ وَالإيمَانِ
فَتَطَايَرَتْ
تِلْكَ القُلُوبُ إِلَيْهِ بِالـ **** أَشْوَاقِ إِذْ مُلِئَتْ مِنَ العِرْفَانِ
****
سارُوا بإثْباتِ أسمَاءِ اللهِ وصفاتِه التي
عَرَّفَتْهُم به، وحبَّبَتْهُم إلَيْهِ سُبحانَهُ وتعالى، فهذِه الأسماءُ
والصِّفاتُ هي التي عَرَّفَتْهُم باللهِ وعرَّفَتْهُم بفضلهِ وكَرَمِهِ وغضَبِهِ
وبطْشِهِ، فجمَعُوا بيْنَ الخَوْفِ والرَّجاءِ، فسارُوا إلى اللهِ على هذا
المِنْهاج بيْنَ الخوْفِ والرَّجاءِ، وأمَّا أهلُ التَّعطِيلِ الذين نفَوُا
الأسماءَ والصفاتِ، وقالُوا: إنَّها تقتَضِي التَّشْبِيهَ والتجسيمَ، فهؤلاءِ
يَجْهَلُون اللهَ تعالى، ولا يعْرِفُونه؛ لأنَّهم قطَعُوا سَبِيلَ المعرِفَةِ
باللهِ تعالى، فتخلَّفُوا عن الوصولِ إلى اللهِ تعالى، فهذا فِيه فائدةُ إثباتِ
الأسماءِ والصِّفاتِ واعتقاد صِحَّتِها، وما تدُلُّ عليه، وفيه ضرَرُ نَفْي
الأسماءِ والصِّفات أنَّهُ يقْطَعُ عن اللهِ جل وعلا.
هذه
ثمرَةُ الإيمانِ بالأسماءِ والصِّفاتِ، فلَيْسَتْ هِيَ مُجرَّد ألفاظٍ فقط بل هي
أسماءٌ وصِفاتٌ تَدُلُّ على مَعانٍ جليلةٍ، وتُعرِّفُ باللهِ عز وجل، وتُعلِّق
القَلْبَ بالله خوفًا ورجاءً.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد