وَأَشَدُّهُمْ حُبًّا لَهُ أَدْارَهُمُ **** بِصِفَاتِهِ وَحَقَائِقِ القُرْآنِ
فَالحُبُّ
يَتْبَعُ لِلشُّعُورِ بِحَسْبِهِ **** يَقْوَى وَيَضْعُفُ ذَاكَ ذُو تِبْيَانِ
وَلِذَاكَ
كَانَ العَارِفُونَ صِفَاتِهِ **** أَحْبَابَهُ هُمْ أَهْلُ هَذَا الشَّانِ
****
لاشَكَّ أنَّ أهلَ الإيمانِ يتفاوَتُونَ
فأشدُّهُم حُبًّا لهُ أعْرَفُهُم بالله عز وجل وأعلمُهم بمعاني كلامِهِ، وهو«القرآن»
كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ﴾ [فاطر: 28] فهم أشدُّ خشيَةً؛ لأنَّهُم يعرِفُون الله
عز وجل، ويعرِفُون كلامَهُ ومعانِيَهُ، فتَزْدادُ معْرِفتُهم بالله، أمَّا المؤمنُ
الذي ليسَ عندَهُ تمكُّنٌ في العِلْمِ، فهذا لا يَصِلُ إلى دَرجةِ العُلماءِ، وإن
كانَ على طريقِ خيْرٍ ونَجاةٍ. وهذا بخلافِ قَوْلِ المُرْجِئَةِ الذين يقولون:
الإيمانُ شيءٌ واحدٌ لا يَزِيدُ ولا يَنْقُصُ، فإيمانُ جبريلَ كإيمانِ أفْسَقِ
المُسلِمين، فحُبُّكَ للهِ ينْبَنِي على معرِفَتِكَ بالله، فإذا كانَتْ
معْرِفَتُكَ قَوِيَّة فإنَّ حُبَّكَ للهِ يكونُ قوِيًّا، وإذا كانتْ معرفَتُكَ
دُونَ ذلِكَ فإنَّ حُبَّكَ للهِ ينْقُصُ بقَدْرِ ما تجْهَلُ مِن حقائِق الأسمَاءِ
والصِّفاتِ.
أي
هُم أهْلُ المعرِفَةِ بالله عز وجل هُم الذين يعرِفُون أسماءَهُ وصفاتِه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد