أَيُحِبُّهُ مَنْ كَانَ يُنْكِرُ وَصْفَهُ **** وعُلُوَّهُ وَكَلامَهُ بِقُرَانِ
لاَ
وَالَّذِي حَقًّا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى
**** مُتكَلِّمًا
بِالْوَحْيِ وَالفُرْقَانِ
****
الثاني:
حُبُّ اللهِ جل وعلا، فمَحَبَّةُ اللهِ تعالى أعْلَى أنواعِ العِبادَةِ، فمَنْ
رُزِقَ هذَيْنِ الأمرَيْنِ: ذِكْرُ اللهِ تعالى ومَحَبَّتُه؛ فهَذا هُوَ الَّذِي
يَحْيَا قلبُهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالذِي
لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ» ([1])،
وقال سبحانه: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ
ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾
[الرعد: 28] ومع حياةِ قلْبِه فإنَّ الله يذْكُرهُ في الملأ الأعلَى، فمَنْ ذكَرَ
اللهَ في مَلأٍ ذكَرَهُ في مَلأٍ خيْرٍ منه يعني- الملائِكَة - ومَنْ ذكَرَ اللهَ
في نفْسِهِ ذكَرَهُ في نفْسِهِ كما قال تعالى: ﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ﴾
[البقرة: 152] والإشراكُ باللهِ تعالى لا ينفَعُ مَعُهُ عمَلٌ، لا ذِكْرٌ ولا
غيْرُ ذِكْرٍ، وكذلك صاحِبُ التَّعطِيل الَّذِي يُعطِّلُ أسماءَ اللهِ وصِفاتِهِ،
هذا مَثَلُ الطَّيْرِ الذي كُسِرَتْ جَناحاهُ لا يَستَطِيعُ أنْ يَطِيرَ، فلا
يَعْرِف ربَّهُ عز وجل ما دامَ أنَّهُ جحَدَ أسماءَ اللهِ وصفاتِه فَلا يعْرِف
اللهَ بِشَيْءٍ.
هَلْ يحِبُّ اللهَ تعالى مَنْ يُنْكِر صفاتِ اللهِ والقرآنَ، ويقول: هو مخلُوقٌ، ويُنكِر عُلُوَّ اللهِ على عرْشِه وفوْقَ سماواتِه، ويقولُ: هو فِي كُلِّ مكانٍ، هل هذا يُحِبُّ اللهَ عز وجل ؟.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6407).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد