×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

هذي شهادَتُهُم على مَحْصُولِهِمْ  ****  عندَ المَمَاتِ وقَوْلُهُمْ بِلسَانِ

واللهُ يَشْهَدُ أنَّهم أيضًا كذا  ****  تَكْفِي شهادةُ رَبِّنا الرحمنِ

ولنا المَسانِدُ والصِّحاحُ وهذه السْـ  ****  ـسُـنَنُ التي نابَتْ عن القُرآنِ

ولكُمْ تصانيفُ الكلامِ وهذِهِ الْـ  ****  آراءُ وهْيَ كثيرةُ الهَذَيانِ

****

 أسَاطينُهم كالرَّازي عِند وَفاته، والشَّهرسْتَاني كَما في كِتَابه «المِلل والنِّحل»، ومِثل مَا قَال غَيرهُمَا مِن أسَاطِين عُلمَاء الكَلام؛ أنَّهُم عِندَما حَضَرهُم المَوتُ اعْترفُوا أنَّهم لَيسُوا عَلى حَقٍّ وكَلامُهم مُدوَّن، وذَكَر شَيخُ الإسْلام فِي«الحَموِيَّة» شَيئًا مِن نُصوصِهم حَيث اعْتَرفوا أنَّهم لَيسُوا عَلى شَيءٍ.

واللهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيد، يَشهَد عَلى أهْلِ الحَقِّ وعَلَى أهْلِ البَاطلِ، فَلا يَخفَى عَليهِ شَيء.

نَحنُ نَعتَمدُ عَلى كُتبِ السُّنَّة الصِّحَاح: كصَحِيح البُخارِي ومُسلِم وابْن خُزيمَة وابْن حِبَّان، والمَسانيد كمُسْند الإمَام أحْمَد وَأبِي دَاود الطَّيالِسي، وَكُتب السُّنَن الأَرْبع كَالتِّرمِذي وأَبِي دَاود وابْن مَاجَه والنَّسائِي.

فَالمسَانيدُ هِي الكُتبُ التِي تَذكرُ الأحَادِيث التِي رَوَاها كلُّ صَحابيٍّ عَلى حِدة، وَأمَّا الصِّحاحُ فَهي الكُتبُ التِي التَزَم أصْحَابُها فِيها الصِّحَّة، وأمَا السُّنن: فَهِي الكُتبُ التِي أُلِّفت عَلى أبْوابِ الفِقهِ.


الشرح