شُبَهٌ يُكَسِّرُ بَعْضُها بَعْضًا كبيـ **** ـتٍ مِن زجاجٍ خرَّ للأركانِ
هلْ
ثَمَّ شيءٌ غيرَ رأيٍ أوْ كلا **** مٍ باطلٍ أوْ منطقِ اليونانِ
ونقول
قال اللهُ قال رسولُهُ **** في كلِّ تصْنِيف وكُلِّ مكانِ
****
وأمّا
أنْتُم فتَعْتَمدُون علَى تَصانيفِ عِلمِ الكَلامِ مثل كِتَابي الجُوَيني «الإرشاد»،
و«الجوهرة»، وكلُّها عَلَى قَواعد عِلْم الكَلام، وَليسَ فِيها قَالَ اللهُ وَقالَ
رَسُوله، وإنَّما فِيها قوَاعد مَنطِقيَّة وبَراهِين تُسمُّونَها عَقليَّة، فَهذهِ
هِي عُمدتُهم.
الشُّبهُ
المتعارِضَةُ مَليئةٌ بِها مُؤلفَاتُهم، يُكسِّرُ بعْضُهَا بَعضًا؛ لأنَّها آراءُ
رِجَال، وَهِي لَيستْ مَعصُومة، واللهُ تَعَالى يَقول: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ
عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 82]؛ وَلِذَا قَالَ الشَّاعِرُ:
حُجَجٌ تَهَافَتُ كَالزُّجَاجِ تَخَالُهَا **** حَقًّا
وَكُلُّ مِنْهَا كَاسِرٌ مَكْسُورُ
هَل
فِي كُتُبِكُم إِلا الآَراء، إِمَّا آَراءُ الفَلاسِفَة؛ كَابنِ سِينا والفَارَابي
وأرِسْطو مِن أسَاطينِ اليُونَان، وإمَّا مِن أسَاطينِ المُتكَلِّمِين كَالرَّازي
والجُوينِي وَفُلان وعِلاَّن. فَهَذا هُو مُحتَوى كُتُبهم، وأمَّا تَصَانيفُ أهْل
السُّنَّة فَإنَّهم يَعتَمدون فِيها عَلى القُرآن والسُّنَّة، فَلا يَعتمِدون عَلى
قَواعِد المَنطِق وَعلم الكَلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد