فالأشعريُّ مُقَرِّرٌ لعُلُوِّ رَبْ **** بِ الـعرشِ فوق جميعِ ذي الأكوانِ
في
غايةِ التقريرِ بالمعقولِ والْـ **** ـمنقولِ ثم بفطرةِ الرحمنِ
هذا
ونحنُ تاركو الآراءِ للنْـ **** نَقْلِ الصحيحِ ومُحْكَمِ الفُرقَانِ
لَكِنَّكُمْ
بالعكسِ قَدْ صَرَّحْتُمُ **** ووَضَعْتُمُ القانونَ ذا البُهتانِ
والنْفيُ
عندَكُمُ على التفصيلِ والـ **** إثباتُ إجمالاً بلا نُكرانِ
****
رَاجِعُوا كِتابه«الإبَانَة»، و«مقَالاَت
الإِسْلامِيين»، وكُل مِنهُما مَطبوعٌ ومُتَدَاول.
أهْلُ
السُّنَّة لا يَعدِلون بِالكِتابِ والسُّنَّة شَيئًا، حتَّى وَلو كَانتْ الآرَاء
المُخالِفَة لِعُلماء أفَاضِل، فَإذا عَارضَت الكِتَاب والسُّنَّة فَإنَّهم
يَردُّونَها؛ لأنَّ هَذا المُخالِفُ لَيسَ بِمعصُوم، فَإذا كَانوا يَردُّون قَولَ
أهْلِ الفَضلِ مِن العُلَماء، فَكيفَ لاَ يَردُّون قَول الفَلاسِفَة وَعُلماء
الكَلام والبَاطنيَّة وغَيرهم، وأمَّا أنْتُم فَبعَكس ذَلك تقْبَلون أقْوَال
أئِمَّتكم وتَردُّون نُصوصَ الكِتاب والسُّنَّة.
خالفْتُم
مَا جَاء فِي القُرآنِ، فَالقُرآنُ جَاء بِإثْبَات مُفصلٍّ لِصفاتِ الكَمالِ للهِ
عز وجل، وجَاء بِنفْي النَّقائِص عَن اللهِ نَفيًا مُجملاً كَما فِي قَولِه
تَعَالى: ﴿لَيۡسَ
كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾
[لشورى: 11]، ﴿هَلۡ
تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾
[مريم: 65]، أي: لاَ أحَدَ يُساوِيه ويُشارِكُه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد