والـمُثبتونَ طريقُهُمْ نفيٌ على الْـ **** إجمالِ والتفصيلِ بالتِّبيانِ
فَتَدبَّـرُوا
القُرآنَ معْ مَـنْ منْكُما **** وشَهادةَ المَبْعُوثِ بالقُرآنِ
وعَرَضْتُمُ
قولَ الرسولِ على الذي **** قالَ الشيـوخُ ومُحْكَمِ الفُـرْقَـانِ
****
والقُرآنُ
جَاء بِالنَّفي المُجْمل والإِثباتِ المُفصَّل، وأمَّا أنْتُم فبِالعَكس فَنفَيتُم
مُفصَّلاً وأَثبتُّم مُجملاً، تَقولون: اللهُ لا دَاخل العَالَم ولا خَارِجَه ولا
يَمين ولا شِمَال ولا فَوقَ ولا تَحت، فتَصِفُون اللهَ بالسلوب والنَّفي
المُفصَّل، وأمَّا الإثْبَات فَلا تُثبتون لَه إلا ذاتًا مُجرَّدةً مِن الصِّفاتِ،
فَكُل عَقائِدهم نَفي الكَمال عَن اللهِ تَعالى، مِمَّا يَؤول إلَى العَدم لأنَّه
يَستحِيل وُجودُ ذات مُجرَّدة دونَ صِفات.
هَذا
هُو الكِتاب والسُّنّة، الإِثباتُ للهِ فِي الأسْمَاء والصِّفات مُفصَّلاً
والنَّفي عَن اللهِ مُجملاً.
جَعلتُم
أَقوالَ عُلمَائكُم هِي الحَكَم عَلى الكِتابِ والسُّنَّة، وأمَّا أهلُ السُّنَّة
فبِالعَكس، عَرضُوا أقْوالَ الشُّيوخِ عَلى الكِتاب والسُّنَّة؛ فمَا وَافقَ
الكِتابَ والسُّنَّة قَبِلوه، وما خَالَفَهما رَدُّوه ولَو كَان صَادرًا عَن
أفْضَلِ العُلَماء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد