وهْوَ الـمُبَاحُ إبَاحَةَ العَفْوِ الذي **** ما فيهِ مِنْ حَرَجٍ ولا نُكْرَانِ
فأضِفْ
إلى هذا عُمُومَ اللفظِ والـ **** ـمَعْنَى وحُسْنَ الفَهْمِ في القُرآنِ
فهُنَاكَ
تُصْبِحُ في غِنًى وكِفَايَةٍ **** عَنْ كُلِّ ذي رأْيٍ وَذِي حُسْبَانِ
ومُقدّراتُ
الذِّهْنِ لم يَضْمَنْ لنا **** تِبْيانُها بالنصِّ والقرآنِ
****
إذا
عَرفتَ الكِتَاب والسُّنَّة مَعرفَة صَحيحَة لَم تَحتَج إِلى الآرَاءِ
والاجْتهَادَات فَتستَغْني بِالكِتاب والسُّنَّة، ولا تُقلِّد أَحدًا، وَهذا
يَتحقَّق فِي المُجتَهد المُطلَق الذِي تَوفَّرت لَه شُروط الاجْتهَاد، وأمَّا مَن
كَان دُون ذَلكَ وَعندَه قُدْرَةٌ عَلى التَّرجِيح فإنَّه يُرجِّحُ إذا أمْكنَهُ
ذلكَ، فَيأخذ مَا يَظهَر لَهُ دَليلُه، وأمَّا العَامِّيُّ أو المُبتدئ الذِي لَيس
عِندَه عِلمٌ أصلاً فهذا يَسألُ أهْل العِلمِ ويقلِّدهم.
الاجْتهادُ
يُخطئ ويُصيب فَلا يُعتَمد علَيه، لَكن يُعتبر بِالدَّليل ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ
وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ
خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾
[النساء: 59]، فالآرَاء تُرَدُّ إلى الأدِلَّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد