وهْيَ التي فيهَا اعْتِرَاكُ الرَّأْيِ مِنْ **** تَحْتِ العَجَاجِ وجَوْلَةِ الأذْهَانِ
لكِنْ
هنا أمرانِ لو تَمَّا لما احْـ **** ـتَجْنا إليه فَحَبَّذا الأمرانِ
جَمْعُ
النصوصِ وفَهْمُ معناها المرا **** دِ بلفظِها والفَهْمُ مَرْتَبتانِ
إحداهُما
مَدْلُولُ ذاكَ اللفظِ وضْـ **** ـعًا أوْ لزومًا ثُـمَّ هذا الثاني
فيه
تفاوَتَتِ الفُهومُ تفاوُتًا **** لَـمْ يَنْضَبِطْ أبدًا لَهُ طَرَفانِ
****
هَذه مَرتَبة المُجتَهد المُطلَق: وَهُو
الذِي جَمعَ النُّصوصَ مِن الكِتاب والسُّنَّة وعَرفها واسْتقرَأها وَفهمَها،
وَهذه مَرتَبةٌ نَادرةٌ لا يَحصُل عَليهَا إلا أكابرُ العُلماء، وهِي الإلْمَام
بالنُّصوصِ، وفَهمُها الفَهمَ الصَّحيحَ.
ودِلالَة
النَّصِّ عَلى قِسمَين: دِلالَة بِالوَضع، ودِلالَة
بِاللُّزومِ، فَالدِّلالَة بِالوضْع هِي اسْتعْمَال اللَّفظِ فِيما وُضعَ لَه،
ودِلالَة بِاللُّزومِ وهِي اسْتعمَال اللَّفظِ فِي شَيءٍ خَارجٍ عَن مَعنَاه
لَكنَّه لازِم لَه؛ لأنَّ لاَزمَ الحقِّ حقٌّ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد