×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وهْيَ التي فيهَا اعْتِرَاكُ الرَّأْيِ مِنْ  ****  تَحْتِ العَجَاجِ وجَوْلَةِ الأذْهَانِ

لكِنْ هنا أمرانِ لو تَمَّا لما احْـ  ****  ـتَجْنا إليه فَحَبَّذا الأمرانِ

جَمْعُ النصوصِ وفَهْمُ معناها المرا  ****  دِ بلفظِها والفَهْمُ مَرْتَبتانِ

إحداهُما مَدْلُولُ ذاكَ اللفظِ وضْـ  ****  ـعًا أوْ لزومًا ثُـمَّ هذا الثاني

فيه تفاوَتَتِ الفُهومُ تفاوُتًا  ****  لَـمْ يَنْضَبِطْ أبدًا لَهُ طَرَفانِ

****

 هَذه مَرتَبة المُجتَهد المُطلَق: وَهُو الذِي جَمعَ النُّصوصَ مِن الكِتاب والسُّنَّة وعَرفها واسْتقرَأها وَفهمَها، وَهذه مَرتَبةٌ نَادرةٌ لا يَحصُل عَليهَا إلا أكابرُ العُلماء، وهِي الإلْمَام بالنُّصوصِ، وفَهمُها الفَهمَ الصَّحيحَ.

ودِلالَة النَّصِّ عَلى قِسمَين: دِلالَة بِالوَضع، ودِلالَة بِاللُّزومِ، فَالدِّلالَة بِالوضْع هِي اسْتعْمَال اللَّفظِ فِيما وُضعَ لَه، ودِلالَة بِاللُّزومِ وهِي اسْتعمَال اللَّفظِ فِي شَيءٍ خَارجٍ عَن مَعنَاه لَكنَّه لازِم لَه؛ لأنَّ لاَزمَ الحقِّ حقٌّ.


الشرح