×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فالشَّـْيءُ يَلْزَمُهُ لوَازِمُ جَمَّـةٌ  ****  عنْدَ الخَبِيرِ بِهِ وذِي العِرْفَانِ

فَبِقَدْرِ ذاكَ الخَبـْرِ يُحصِي مِنْ لوَا  ****  زِمِهِ وهذا واضِحُ التِّبْيَانِ

ولذاك مَنْ عَرَفَ الكتابَ حقيقةً  ****  عَـرَفَ الوجودَ جميعَـهُ ببيانِ

وكذاكَ يَعرِفُ جُملَةَ الشرعِ الذي  ****  يَحْتاجُهُ الإنسانُ كلَّ زمانِ

علْمًا بتفصيلٍ وعِلْمًا مُجْمَلاً  ****  تفصيلُـهُ أيضًا بِوَحْيٍ ثانِ

****

 يَعنِي مَن فَهِم القُرآن، ويدْخُل فِيه السُّنَّة، فَمن أُعطِي فَهمَ الكِتاب والسُّنَّة فَإنَّه قَد عرَف الوُجود كُلَّهُ؛ لأنَّ اللهَ يَقول: ﴿مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ [الأنعام: 38]، وأفْهام النَّاس مُتفاوِتَة وَتختَلف مِن عَالم إلَى عَالم.

النُّصوصُ مِنها مَا هُو مُحْكَم ظَاهرُ المَعنى لا يَحتَاج إلَى دَليل آخَر يُفَسِّرُهُ ويُوَضِّحُهُ، ومِنهَا مَا هُو مُتشابِه، وهُو مَا يَحتمِل عِدَّة احتِمَالات ولا يُدرى أيُّها المُراد، فَهَذا يُفسِّرُهُ المُحْكَم حينَما يُرد إلَيه، وهَذِه طَريقَة أهْل العِلم، وهِي ردُّ المُتشابِه إلَى المُحْكَم، وأمَّا أهْل الزَّيغِ فَيأخُذون المُتشابِه ويَتركُون المُحكَم.


الشرح