وكِلاهُمَا وحْيَانِ قَدْ ضَمِنَا لنَا **** أعلى العُلُومِِ بِغَايةِ التِّبْيَانِ
ولذاكَ
يُعرَفُ مِن صفاتِ الله والْـ **** أفعالِ والأسماءِ ذي الإحسانِ
ما
ليسَ يُعرَفُ مِن كتابٍ غيرِهِ **** أبدًا ولا ما قالتِ الثقلانِ
وكذاكَ
يُعْرَفُ مِن صفاتِ البعثِ بالتـ **** تَفصيلِ والإجمالِ في القُرآنِ
ما
يَجْعَلُ اليومَ العظيمَ مُشاهَدًا **** بالقَلْبِ كالمشهودِ رأْيَ عيَانِ
****
أسْماء اللهِ وصِفاتُه إنَّما تُعرَف مِن الكِتاب
والسُّنَّة، فَلا تُعرف لا مِن العَقلِ وَلا من القِياس، فالعَقائد تَوقيفية،
فالمَرجع فِي ذَلك مِن جِهة الإثْباتِ والنَّفي إلَى الكِتاب والسُّنة، وكَذلكَ
إثباتُ العِباداتِ تَوقيفيٌّ لا يَدخلُه الاجْتهاد.
البَعثُ
فِي اليَوم الآخِر مِن عِلم الغَيب لا يُعرَف بالعقْلِ، لا يُعرف إلا مِن الكِتَاب
والسُّنة؛ لأنَّه من عِلم الغَيب الذِي اخْتَص اللهُ بعِلمِه، مِثل عَذاب القَبر
ونَعيمِه، ولِذلِك لَمَّا دَخل أُناسٌ فِي ذَلك ضَلُّوا كالمُعتَزلة، فَأنكَروا
عَذابَ القَبرِ لِعدَم رُؤيتِهم لَه، وهَذا لَيس مَحَلًّا للإدْرَاك؛ لأنَّه مِن
أمُور الآخرَةِ التِي لا يعْلمُها إلا الله، فنُهينا عنِ الدُّخولِ فِي ذلِك،
فَأمور البَعث لا يُقال فيهَا بِالرأي، وإنَّما يُقال فيهَا بالدَّليلِ مِن
الكِتاب والسُّنَّة لأنَّها من أمُورِ الغَيب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد