واتْـرُكْ رُسُـومَ الخَلْقِ لا تَعْبَاْ بها **** في السَّعْدِ ما يُغْنيكَ عَنْ دَبْرانِ
حَدِّقْ
بقلبِكَ في النصوصِ كمثل ما **** قَدْ حَدَّقُوا في الرأْي طُولَ زمانِ
واكْحَلْ
جُفونَ القلبِ بالوَحْيَيْنِ واحْـ **** ـذَرْ كُحْلَهُمْ يا كثرةَ العُميانِ
فاللهُ
بيَّن فيهما طُرُقَ الهُدى **** لِعبادِهِ في أحسنِ التِّبيانِ
****
يعْني: سعد السعُود ونظمُهُ هَذا مِن بَاب
الأَدبِ الرَّفيع والتَّشبيهِ البلِيغ، فَهو يَقول: إنَّ هُناكَ نَجمًا يُسمَّى
سَعد السُّعود يُغنيكَ عَن دَبَران وَهُو نَجم خَفيٌّ يَخرجُ خَلف الثُّريا،
وسَعدُ السُّعُود واضِحٌ وبيِّن، فهذَا النَّجم الوَاضح يُغنيك عَن هَذا النَّجم
الخَفيِّ.
يَعني
تَدبُّر النُّصوص فَلا تَقرأها وأنْتَ غَافلٌ لا تَتدبَّرها، وَلِذا قال: ﴿أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ﴾ [محمد: 24]، فالتَّدبُّر لِلنُّصوص يَجعلُ الإنْسان
يَقتَدي وينْتَفعُ بها.
عيُون
القَلب هِي التِي تُبْصر الهُدى، فالقَلبُ إمَّا أنَّه يُبصِرُ أو أنَّه يَعْمى، فَالبصَرُ
بَصرُ القَلبِ والعَمى عَمى القَلبِ، قَال تَعَالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ
ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾
[الحج: 46].لاَ تَعْمَى الأَْبْصَارُ
أي:
بِالكتَابِ والسُّنَّة، وهَذا البَيانُ يَحتاجُ إلى تَدبُّر وتأمُّل وسُؤال أهْل
العِلمِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد