لم يُحْوِجِ اللهُ الخلائقَ مَعْهُمـا **** لخيـالِ فَلْتـانٍ ورأي فُـلانِ
فالوَحْيُ
كافٍ للذي يُعْنَى به **** شَافٍ لداءِ جَهالَةِ الإنسانِ
وتفاوتُ
العُلماءِ في أفهامِهِمْ **** للوحي فوقَ تفاوُتِ الأبدانِ
****
أغْنَى
اللهُ سبحانه وتعالى الخَلائقَ عَن الأقْوالِ والآرَاء بِالكِتابِ والسُّنَّة.
لأنَّ
اللهَ جَعلَه شِفاءً، قالَ تعَالَى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ
وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارٗا﴾ [الإسراء: 82]؛ شِفاءٌ للقُلوبِ منَ الشُّكوكِ والأَوهامِ
والشِّركِ والعَقائدِ البَاطِلةِ، وشِفاءٌ لِلأبدانِ مِن الأمْراض الحِسِّية
والمَعنويَّة، فَهو شِفاءٌ حِسِّيٌّ ومَعنويٌّ.
العُلَمَاء لَيسُوا عَلى وَتِيرةٍ وَاحِدة؛ مِنهُم مَن يُوفَّق لِفَهمٍ ثَاقِب وَفِقهٍ غَزيرٍ ويَستوعِب من الكِتابِ والسُّنَّة الشَّيءَ الكَثير، ومِنهُم مَن يَستوعِب شَيئًا قَلِيلاً، وَمنهُم المُتوسِّط، فَهُو فَضلُ اللهِ يُؤتيهِ مَن يشَاء، فَأفهَام العُلماءِ مُتفاوِتَة، كَما أنَّ أجْسَام بَني آدَم مُتفاوِتة، فَمنهُم الصَّحيحَ وَمنهُم السَّقيمَ ومنْهمُ المُعتلُّ وهكذا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد