والجَهْلُ داءٌ قاتلٌ وشِفاؤُهُ **** أمرانِ في التركيبِ مُتَّفِقانِ
نصٌ
من القرآنِ أو مِنْ سُنَّةٍ **** وطبيبُ ذاك العالمُ الرَّبّاني
****
الجَهل داءٌ قَاتلٌ بِلا شكٍّ، لَكن لَه عِلاجٌ
وطَبيبٌ، فَالعلاجُ وَحدَه لا يَكفي، فلا بُدَّ مِن طَبيبٍ يُرشِد إِلَى طَريقَة
الاسْتِعمالِ، فَالعلاجُ مَوجودٌ وَهُو الكِتابُ والسُّنَّة، مِثل مَا تُركَّب
الأدْوِية بَعضُها مَع بَعضٍ، وهَذا يَكونُ بِمراجَعَة العُلمَاء وسُؤالِهم.
فلا
تَعتَمدْ عَلى فَهمِك وكُتُبك، بَل لا بُدَّ من مُراجَعَة أهْل العِلمِ والجُلوس
عِندَهم في الحَلقَات، فَلا يَصلُح أبدًا أن نَأخُذ العِلمَ دون مُعلِّم، كَما
أنَّ الدَّواءَ لاَ يؤخَذ إلا بِمشَاورَة طَبيب.
ولا
بُدَّ أنَّ يكونَ العَالِم رَبَّانيًا؛ لأنَّ العُلماءَ منهُم مَن يَكون مِن
عُلمَاء الضَّلالِ، لَكن عَليكَ بِالعَالمِ التَّقي سَليم العَقيدَة والنِّية
والقَصدِ، والرَّبَّاني: الذِي يُربِّي النَّاس علَى الحقِّ، قَال ابْن عبَّاس:
الرَّباني: الذِي يُعلِّم النَّاس صغَار العِلم قَبل كِبَاره. والرَّباني: هُو
المُربِّي الذِي يُحسن التَّعلِيم شَيئًا فَشيئًا، يُعلِّم النَّاس المَسائِل
شيئًا فشيئًا، هَذهِ هِي الطَّريقَة الصَّحيحَة، فَلا بُد منَ التدرُّجِ في طَلبِ
العِلم شَيئًا فشيئًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد