والعلمُ أقسامٌ ثلاثُ ما لَهـا **** مِـن رابعٍ والحـقُّ ذو تِبيانِ
عِلْمٌ
بأوصافِ الإله وفِعْلِهِ **** وكذلكَ الأسماءُ للرحمنِ
والأمرُ
والنَّهْيُ الذي هو دِينُهُ **** وجَزاؤُهُ يومَ الـمَعـادِ الثاني
والكلُّ
في القرآنِ والسُّنَنِ التي **** جاءَتْ عن المبعوثِ بالفرقانِ
****
تَكلَّمَ الشَّيخُ رحمه الله عَن العلْمِ
والجَهلِ؛ والمُرادُ بالعِلمِ هُنا: العِلم الشَّرعِي، هَذا إِذا أُطلِق، وَأمَّا
غَيرُه فيُقيَّد، فيُقال: علْمُ الهَندَسة والزِّرَاعة، وَلا يُطلق؛ لأنَّ
الإطْلاق يَكونُ خَاصًّا بالعِلمِ الشَّرعي، والعِلم كَما عرَّفُه الأصولِيُّون:
تَصوُّر الشَّيء المَعلُوم عَلى مَا هُو عَليهِ فِي الوَاقِع، والجَهل: تَصوُّر
الشَّيء عَلى خلافِ مَا هُو عَليه فِي الواقعِ، والجَهل يَنقَسم إِلى قِسمَين:
الأول:
جَهلٌ بَسيطٌ.
الثاني:
جهلٌ مرُكَّب، والمُركَّب أشدُّ وأخْطرُ مِن البَسيط.
والجَاهل
البَسيطُ: هُو الإنْسان لا يَدري، ويَعرف أنَّه لا يَدرِي، وَهذا
يَزولُ بالتَّعلُّم، لِذا سُمي بالبَسيطِ؛ لأنَّه يُمكِن علاجُه بالتعلُّم.
وأما الجَهلُ المُركَّب: فَهو أنْ يَكون الإِنسانُ لا يَدري، ولا يَدري أنَّه لا يَدرِي، فَيظنُّ أنَّه عَالمٌ، فَهو جَاهلٌ بِالشيءِ، فَيرى أنَّه عَالمٌ فَلا يتعلَّم ولا يسألْ غَيره، وَهذا صَعب، وقلَّ مَن يَسلَم منه، إلا مَن وَفَّقَهُ الله للرُّجوعِ إلَى الحقِّ، وإلا فإنَّه يتعصَّب لجهله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد