واللهِ ما قالَ امرؤٌ مُتَحَذْلِقٌ **** بِسواهُما إلاَّ من الهَذَيانِ
****
ولذا
قالَ الشَّاعِر:
قَالَ حِمَارُ الحَكِيمَ تُومَا **** لَوْ أَنْصَفَ
الدَّهْرُ كُنْتُ أَرْكَبُ
لأَِنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ **** وَصَاحِبِي جَاهِلٌ
مُرَكَّبُ
·
وَأمَّا
العِلم فَهُو عَلى أقْسَام ثَلاثَة:
الأول:
عِلمُ التَّوحِيد، وَأشار إلَيهِ الشَّيخ بِقولِه:
عِلْمٌ بٍأوْصَافِ الإِلَهِ وَفِعْلِهِ **** وَكَذَلِكَ
الأَسْمَاءُ لِلرَّحْمَنِ
وَهَذا
هو الأصْلُ وهُوَ المُهمُّ، وَهو الذِي مِن أَجْله أَرسَل اللهُ الرُّسُل وأنزَل
الكُتُب.
الثاني:
عِلمٌ بِالأوَامر والنَّواهِي، والحَلال والحَرام والأحْكام فِي المُعامَلات
والأخْلاقِ وفي جَميع الأُمور.
الثالث:
عِلم اليَوم الآخِر، وَهُو يَوم القِيامَة وَما يَكُون فيهِ مِن الحِسَاب
والمِيزانِ والصُّحفِ والصِّراطِ والجَنَّة والنَّار، وَكلُّ هَذه الأقْسامِ
الثَّلاثة جَاءت فِي الكِتاب والسُّنَّة، وهَذا التَّقسيمُ حَاصرٌ لِجميع أقْسامِ
العِلمِ، وليْس هُناك قِسمٌ رابِع.
الـمُتحَذْلق:
مَن ادَّعَى الحَذقَ وهُوَ لَيسَ كَذلِك، ويَدَّعي أنَّ هُناك عِلمًا شرعيًّا فِي
غَير الكِتابِ والسُّنَّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد