×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وتَضَمَّنَتْ تقييدَ مُطْلَقِها وإطـ  ****  ـلاقَ الـمُقَيَّدِ وهو ذُو ميزانِ

وتَضَمَّنَتْ تَخصِيصَ ما عَمَّتهُ والتـ  ****  تَعْمِيمَ لِلْمَخصُوصِ بالأعْيَانِ

وتَضَمَّنَتْ تفريقَ ما جمعَتْ وجَمْـ  ****  ـعًا للذي وسَمَتْهُ بالفُرقَانِ

وتَضَمَّنَتْ تضييقَ ما قد وسَّعَتْـ  ****  ـهُ وعكسُهُ فَلْتَنْظُرِ الأمرانِ

وتَضَمَّنَتْ تحليلَ ما قد حَرَّمَتْـ  ****  ـهُ وعكسُهُ فَلْتَنْظُر النوعانِ

****

 الثَّانية: أنَّهم صارُوا يُقيِّدُون المُطلَق ويُطلقُون المقَيَّد بأهوائِهم دونَ أدِلَّة مِن الكتاب والسُّنة، فالمُطلقُ لا يُقيَّد إلا بدَليل، ولا يُخصَّص العامُّ إلا بدليل من الكِتابِ والسُّنَّة.

الثَّالثَة: أنَّ هَذه الآراء تَضَمنَّت تفْريق مَا جَمع اللهُ سبحانه وتعالى وَجَمع مَا فَرَّق اللهُ.

الرَّابِعة: أنَّهم ضَيَّقوا الوَاسِع وَوسَّعُوا الضَّيِّق عَكس النُّصوص.

الخَامِسة: تَغيُّر الأحْكام الشَّرعيَّة، فمَثلاً حَرَّمت النُّصوصُ الرِّبا والمَيسِر الذي هُو القمَار، والآن يُوجد مَن يُفتِي بِحلِّ الفَوائدِ الرِّبويَّة، ويُفتي بالمَيسرِ ويُسمِّيه مُسابقَات وجَوائز ونَحو ذَلك؛ فسَمَّوها بغَيرِ اسْمِها واسْتحلُّوها، وحَرَّموا مَا أحلَّ اللهُ كَما فَعل الرُّهبان والأحْبار ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ [التوبة: 31]، وذَلك بِتحلِيل الحَرام وتَحرِيم الحَلال كَما قَاله صلى الله عليه وسلم فاتَّخذُوهم أرْبابًا.


الشرح