والنفسُ تُنْبِتُ حولَه الشهواتِ والشْـ **** شُبُهاتِ وَهي كثيرةُ الأفنانِ
فيعودُ
ذلك الغرْسُ يَبسًا ذاويًا **** أو ناقصَ الثمراتِ كلَّ أوانِ
فتراهُ
يَحرُثُ دائبًا ومَغَلُّهُ **** نَزْرٌ وذا منْ أعظم الخُسْرانِ
واللهِ
لو نَكَشَ النَّباتَ وَكَان ذَا **** بَصَرٍ لذاكَ الشَّوْكِ والسَّعْدانِ
لأتى
كأمثالِ الجِبَال مَغَلُّهُ **** ولكانَ أضعافًا بلا حُسبانِ
وتَضَمَّنَتْ
أيضًا موانعَ لم تكُنْ **** ممنوعةً شَرْعًا بلا تِبْيانِ
****
وهكَذا مَذاهِب أهْلِ البَاطل وشُبهُهم، مِثل
النَّباتَات الطُّفيلِيَّة التِي تَنبُت مَع الزُّروعِ يَجبُ مُراقَبتُها
ومُراعَاتُها والعَمل عَلى إزالَتِها وإتْلافِها، وألا يَغفل المُزارع عَنها،
فَالمُزارعُ هُنا هُم العُلمَاء الذِين يعْرِفُون هذِهِ الآفاتِ وَما يُضادُّها
ويقْضِي عَليهَا، فَيجبُ العنَايَة بِهذا الأَمر، فإذَا نكَشَها، يَعني أزَالَها،
وإِلا فإنَّها تُصبحُ ذَات أغْصَان وأفنَان وتُغطِّي عَلى الزَّرع، بَل تُصبحُ
ذَات شَوكٍ مثل شَوك السَّعدَان والنَّباتَات الشَّوكِيَّة فَتشوِّه مَنظر الزَّرع
وتغْمرهُ، وهَذا مثلٌ آخر لِشُبه أهْل البَاطل.
تضَمَّنت
هَذه الآرَاء والقَواعد المَنطقِيَّة مَوانع لَم تَكن مَمنوعَة مِن قِبل الشَّرع،
فَعلموا بِقواعِدهِم ومَنعوا مِن أشْياء والشَّرع لَم يَمنعْ بِها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد