×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

إلاَّ بِـأقْيِسَـةٍ وآراءٍ وتَقْـ  ****  ـلِيدٍ بِلاَ عِلْمٍ أوِ اسْتِحسَانِ

عمَّنْ أتَتْ هذي القَواعِدُ مِن جَمِيـ  ****  ـعِ الصَّحْبِ والأتباعِ بالإحسانِ

ما أسَّسُـوا إلاَّ اتباعَ نبيِّهِمْ  ****  لا عقلَ فَلْتـانٍ رأيَ فلانِ

بَلْ أنْكَرُوا الآرَاءَ نُصْحًا مِنْهُمُ  ****  للهِ والدَّاعِي ولِلْقُـرْآنِ

أوَ لَيْسَ في خُلْفٍ بها وتناقُضٍ  ****  ما دَلَّ ذا لُبٍّ وذا عِـرْفانِ

واللهِ لو كانت مِن الرحمنِ ما اخْـ  ****  ـتَلَفَتْ ولا انتقَضَتْ مدى الأزمانِ

****

هَذه القَواعد المَنطقِيَّة لَم تَأت عَن السَّلف الصَّالِح مِن الصَّحابَة والتَّابعِين؛ لأنَّهم يَمشُون عَلى الكِتاب والسُّنَّة، وَإنَّما حَدثت هَذه القَواعد العَقليَّة بَعد القُرون المُفضَّلة، وهِي قَول فُلان وعلان.

يعنِي أنَّ تَناقُضها واخْتِلافَها يدلُّ عَلى بُطلانها، يَعني أنَّها لَو كَانت حَقًّا مَا تَناقضت ولا اخْتَلفت.

كَما قَال تَعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا [النساء: 82]، فَالقُرآنُ والسُّنةُ لاَ يَختَلفانِ إلَى قِيام السَّاعة أبدًا.


الشرح