لا فَرْقَ بَيْنَ ظُهُورِهِ وخَفَائِـهِ **** قَدْ يَذْهَلُونَ عَنِ اللُّزُومِ الدَّانِي
سِيمَـا
إذا ما كانَ ليْسَ بِلاَزِمٍ **** لكِنْ يُظَنُّ لُزُومُـهُ بِـجَنَانِ
لا
تَشْهَدوا بالزُّورِ ويـْحَكُمُ على **** ما تُلزِمونَ شهادةَ البُهتانِ
بخلافِ
لازِمِ مَا يَقُولُ إلهنا **** ونَبِيُّنا المعصومُ بالبُرهانِ
****
لا تُلزِمُوا الأَئِمَّة بِأشْياء لَم يُصرِّحوا
بِها إلا إذَا كَان عِندَهم دَليلٌ عَلى أنَّهم قَصدُوها، وأنَّهم يَعرفُونها،
فَحينئذٍ تَقولُون: إنَّ لازمَ المَذهَب مَذهبٌ؛ لأنَّهم عَرفُوها وقَصدُوها.
أمَّا
مَا يلزَم عَلى كَلام اللهِ وكَلام الرَّسُول فَهُو حقٌّ؛ لأنَّ اللهَ عَالمٌ
بكلِّ شيءٍ، وَلا يَذهَل سُبحانَه ولا يَنْسى بِخِلاف المَخلُوق فَإنَّه يَجهلُ
كَثيرًا، وَلو عَلِم فَإنَّه يَنسَى ويَذهَل، وَكذلكَ النَّبي صلى الله عليه وسلم
فهُو مَعصوم فِيما يُبلغ عنِ اللهِ تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ﴾
[النجم: 3]، فَما يُبَلِّغُهُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم عنْ ربِّه فَهو حَقٌّ
ولا يَتطرَّق إليه شكٌّ؛ لأنَّه معصُوم عليه السلام، أمّا مَا عدا الرسول صلى الله
عليه وسلم من أهْلِ العِلم فَليس بمعصوم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد