فلِذَا دِلاَلاتُ النُّصوصِ جَليَّةٌ **** وخَفِيَّةٌ تَخْفَى على الأذهانِ
واللهُ
يرزقُ مَن يشاءُ الفَهمَ في **** آياتِهِ رِزْقًا بِلا حُسْبانِ
واحذَرْ
حِكَاياتٍ لأَرْبابِ الكَلا **** مِ عَن الخُصُوم كثيرةِ الهَذيانِ
فحَكَوْا
بما ظَنُّوهُ يُلْزِمُهُمْ فَقَا **** لُوا ذاك مَذْهَبُهُمْ بلا بُرهانِ
****
دِلالات النُّصوص مِن الكِتاب والسُّنَّة تَنقسم
إلى قِسمين:
1-
نُصوص جَليَّة وَاضحة.
2-
ونُصوص خَفيَّة، يَعني مَعناهَا خَفيٌّ لا يَتفطَّن لَه إلا الرَّاسِخُون في
العِلم.
يَرزق
اللهُ الفَهم لِكلامِه وكَلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم مَن يَشاء، وَقد يُعطي
بَعضَ النَّاس أكثرَ من بعْض في الفَهم، فَالعلمَاء لَيسوا عَلى دَرجَة وَاحِدة
فِي الفَهم، بَل يَتميَّز بَعضُهم عَن بَعض، وذَلك فَضلُ اللهِ يُؤتيه مَن يَشاء.
مثل
قَولِهم: إِنَّ إِثبَات الصِّفاتِ يَلزم مِنه التَّجسِيم، وسَمَّوْا أهلَ السُّنة
مُجسِّمة، فَهَذا اللازمُ بَاطلٌ لَم يَقُل بهِ أحدٌ من أهْلِ السُّنة، فَأهل
السُّنَّةِ يَقولون: نَحنُ نُثبت مَا أثبتَهُ اللهُ لِنفسِه، وما أثبتَهُ لَهُ
رسولُه صلى الله عليه وسلم مِن غَير تَحريفٍ ولا تَمثِيل، وأمَّا لفظُ الجِسم
فَنَحنُ لا نتَعرَّضُ لَه لا بِإثباتٍ ولا بِنَفي؛ لأنَّه لَم يَرد لا في كِتاب
وَلا في سُنَّة فَنسكُت عنْه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد