كَذَبُوا عَلَيْهِمْ بَاهِتِينَ لَهُمْ بِمَا **** ظَنُّوهُ يُلْزِمُهُمْ مِنَ البُهْتَانِ
فَحَكَى
الـمُعَطِّلُ عن أُوْلي الإثباتِ قَوْ **** لهُمْ بأنَّ اللهَ ذُو جُثمانِ
وحَكَى
الـمُعَطِّلُ أنَّهم قالوا بأنْ **** نَ اللهَ ليسَ يُرَى لنا بِعِيانِ
وَحَكَى
الـمُعَطِّلُ أنَّهم قالوا يَجُوْ **** زُ كلامُهُ من غَيْرِ قَصْدِ معانِ
****
الجُثْمان
هُو «الجِسم»، وهَذا لَم يَقُل بهِ أهلُ السُّنَّة والجَمَاعة أبَدًا؛ لأنَّه لَم
يَأتِ بهِ كتَابٌ ولا سُنة، وإنَّما هُو مِن قَول عُلماء الكَلام واخْترَاعِهم.
قَال
المُعطِّلة: إنَّ الله لا يُرى أبدًا؛ لأنَّه لَو ثَبتَتِ الرُّؤية لَلزِم أنَّ
يَكون جِسمًا؛ لأنَّه لا يُرى إلا الأشْيَاء التِي هِي أجْسَام، أو التِي تَكُون
فِي جِهة وحَيِّز، فنَقُول: كلُّ هَذهِ لَوازِم مَا قَال بَها أهْل السُّنَّة ولا
قَصدوهَا، فَالله تَعَالى يُرى كمَا أخْبَر بِذلك عنْ نَفسه وَكما أخْبَر رَسُولُه
صلى الله عليه وسلم، وَأمَّا اللوازم التي جئتُم بِها من عندِ أنفُسِكم فَهذه لا
تُلزمُ أهْل السُّنَّة والجَمَاعة.
يعْنِي
كَما قَال الأَشاعرةُ، أنَّ كَلاَم اللهِ كلامٌ مُجردٌ دونَ حَرف وَلا صَوت، بَل
هُو كَلامٌ نَفسَاني، ولا يَدُل عَلى صِفة التَّكلُّم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد