وَحَكَى الـمُعَطِّلُ أنَّهم قالوا بِتَحْـ **** ـيِيز الإلهِ وحَصْرِهِ بمكانِ
وَحَكَى
الـمُعَطِّلُ أنَّهم قالوا الْـ **** أعضاءُ جَلَّ اللهُ عن بُهْتانِ
وحَكَى
الـمُعطِّلُ أنَّ مذهبَهُمْ هو التْـ **** تَشبيهُ للخلاّقِ بالإنسانِ
****
قَالوا: يَلزم مِن إثْبَات العُلوِّ والاسْتِواء
عَلى العَرش كَما قَال أهْلُ السُّنَّة أنَّ اللهَ مُتحيزٌ فِي مَكَان، فَأهلُ السُّنَّة
يُثبِتون صِفة العُلوِّ والاسْتوَاء عَلى العَرش كَما أخْبَر عَن نَفسهِ مِن دُون
ذِكر هَذه اللَّوازِم البَاطلة، وأمَّا لفظ: التحيُّز والمَكان فَهذهِ مِن
اخْترَاعاتِ أهْل البَاطل، لا تُلزِم أهْل السُّنَّة والجَماعة؛ لأنَّه مَا جاءَ
فيهَا نصٌّ لا مِن الكِتَاب وَلا مِن السُّنَّة، فَنحنُ لا نُثبِتُها ولا نَنفِيها
بَل نَتوقَّف عَنها.
لمَّا
أثْبتَ أهْلُ السُّنَّة للهِ مَا أثبتَه اللهُ لنَفْسه مِن الوَجهِ واليَدينِ
قَالوا: إنَّ أهْل السُّنَّة يُثبِتُون الأعْضاءَ للهِ تعَالى والأبْعَاض، وَنحنُ
نَقُول: هَذه اللَّوازمُ لاَ تُلزِم أهْل السُّنَّة والجَماعة، ولم يَتَعرضُوا للكَيفِيَّة،
وَلا أنَّ هَذه أعْضَاء أوْ أبْعَاض، فَهذِه اللَّوازِم التِي أتَيتُم بِها هِي
مِن اخْتِراعِكُم البَاطِل وَلا تُلزِم أهْل السُّنَّة.
لأنَّ
أهْل السُّنَّة لمَّا أثْبتوا للهِ يَدين وسَمعًا وَبصَرًا َقال المُعطِّلة: هَذه
الأشْياء أعْضاء فِي الإِنْسَان فَإذا أثْبَتْناها شَبَّهنا اللهُ بِالإنْسان،
فَنقولُ: إنَّ هَذا باطِلٌ؛ وَذَلك لأنَّ اللهَ لَه صِفاتٌ تَخصُّه، والإنْسان لَه
صِفاتٌ تَخصُّه، ولا تَشابُه بَينَهما لِقوله تَعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]، فَنفى عَن نَفسِه المِثليَّة وأثبَتَ