×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

ميزَانُكُمْ مِيزَانُ بَاغٍ جَاهِلٍ  ****  والعَوْلُ كُلُّ العَوْلِ في الـمِيزَانِ

أهْوِنْ بهِ ميزانَ جَوْرٍ عائِل  ****  بِيَدِ الـمُطَفِّفِ ويلَ ذا الوَزّانِ

لو كان ثَمَّ حَيًّا وأدنَى مِسْكَةٍ  ****  مِنْ دينٍ أو علمِ ومِن إيمانِ

لم تَجعلُوا آراءكم ميزانَ كُفْـ  ****  ـرِ النَّاس بالبُهتانِ والعُدوانِ

هَبْكُمْ تأوَّلْتُمْ وساغَ لكمْ أيكْـ  ****  ـفُرُ مَن يُخالِفُكُمْ بلا بُرهانِ

****

«أَهْوِن بهِ»: صِيغة تَعجُّب، فَأهوِن بِهذا المِيزانِ الجَائر العَائلِ وأهْوِن بِمَن يَزن بِه.

لو كَان عِنْدَهم شَيءٌ مِن الحَيَاة أَو أدْنَى مِسْكَة مِن العَقْل، لَعَرف هَؤلاءِ أنَّ مِيزَانَهم هَذا بَاطلٌ، لَكن لاَ حَياءَ مِن اللهِ تعَالَى عِندَهم وَلا عَقلَ ولا عِلمَ، والآراءُ لَيستْ مِيزانًا وإنَّما الآراءُ تُوزنُ وَلا يُوزنُ بِها، فَالذي يُوزَن بهِ هُو الكِتَاب والسُّنَّة.

هَبكُم أنَّكم قُلتُم: إِنَّنا مُتأولون، وهَذا الذِي ظَهَر لَنا مِن النُّصُوص، فَإذا كُنتُم مُتأوِّلينَ فَغيرُكم كَذَلك مُتأوِّل فَلا تُكفِّروهم. ما الذِي جَعَلَكم تَحكُمون بِقطعِيَّة آرَائِكم، وتَحكُمون بِبُطلان آرَاء غَيركُم مِن غَير بُرهَان إلا الهَوى والتَّعصُّب.


الشرح