فترَى أفاضِلَهُمْ حَيارَى كُلُّهَا **** في التِّيهِ يَقْرَعُ ناجِذَ النَّدْمانِ
ويقولُ
قد كَثُرَتْ عليَّ الطُّرْقُ لا **** أدرِي الطريقَ الأعْظَمَ السُّلْطَاني
بَلْ
كُلُّهُمْ طُرْقٌ مَخُلوفَاتٌ بهَا الْـ **** آفَاتُ حَاصِلَةٌ بِلا حُسْبَانِ
فالوقفُ
غايتُهُ وآخِرُ أمرِهِ **** مِن غيرِ شكٍّ منهُ في الرحمنِ
****
غَير أبْوَابِها فَلم يُصيبُوا الحَقَّ،
فَهؤلاءِ أيضًا مَعذُورونَ وَلَهم أجرٌ على اجْتِهَادِهم؛ لأنَّ قَصدَهم الحَق،
ويَرغَبُون فِي الحَقِّ، ومَا وقَعوا فيهِ مِن الخَطَأ لَيسَ عَن تعمُّد ولا عَن
قصدٍ له، فهَؤلاءِ مَعذورونَ لِجهْلِهم حَيث أخَذُوا طُرقًا لا تَذهبُ بِهم إلَى
شَيءٍ ظنًّا منهم أنَّها طيبة.
كُلٌّ
مِن أفْرَاد هَذا الصِّنف مُتحيِّرٌ وَتَائه لا يَدرِي أيْن يَذهَب.
وآخِر أمْرهِم هُو التَّوقُّف؛ لأنَّهم بَحَثوا وَلم يَصِلُوا إلَى شَيء فَيكون عِندَه تَوقُّف، لَكنَّه مُؤمنٌ بِاللهِ مَع ذَلك فَهو يُقرُّ بأصُولِ الإِيمَان، فَيؤمِن بِاللهِ وَملائِكتِه وَكتبِهِ ورسُلِه واليَومِ الآخِرِ والقَدرِ خيرِهِ وشرِّه، ولَكن وَقع مَا وَقع فيهِ مِن الضَّلال عَن جَهل وعَن عَدم قُدرةٍ عَلى البَحث عَن الحَقِّ مَع بَذلهِ لِما يَستطيعُ وَلم يَصل إلى الحَقِّ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد