الكُفْرُ حَقُّ اللهِ ثمَّ رسولِهِ **** بالنَّصِّ يَثْبُتُ لا بقولِ فلانِ
مَنْ
كانَ ربُّ العالمينَ وعَبدُهُ **** قَدْ كَفَّراهُ فذاك ذُو الكُفرانِ
****
القسْمُ
الثَّاني: مَن عَرفوا الحَقَّ ولَم يَقبَلوه. فَهؤلاءِ كُفَّار،
مِثل دُعاةِ أهْل الضَّلال الذِينَ تَركُوا الحقَّ تكَبُّرًا وعِنادًا وبَغيًا
وحَسدًا فَهؤلاءِ كُفارٌ.
القِسمُ
الثَّالث: مَن لَم يَعرف الحَقَّ لكِن عِندَه قدرةٌ على البَحثِ،
ولَم يَبذل هَذه القُدرَة، وأخْلَد إلى الرَّاحَة. فَهذا فَاسق بِلا شَك، وفِي
تَكفِيره قَولان كَما قَال ابنُ القَيِّم رحمه الله.
القِسْم
الرَّابِع: مَن جَهِل الحَقَّ وَلم يكُن عِندَه مَقدِرَة عَلى
طَلَبه وَفي قَلبهِ إيمَان، ويُؤمِن بأصُول الإيمَان كُلِّها، ويُريدُ الحقَّ لَو
تَبيَّن له، ولكِنَّه لمْ يَتبيَّن لَه. فَهذا يُؤجَر إمَّا أجْرَين أو أجرًا
واحدًا أو يَغفِرُ اللهُ له.
وأمَّا
حُكمُهم فِي أَهْل السُّنَّة فَإنَّهم يُكفِّرون أهْلَ السُّنَّة جُملةً ولا
يُفصِّلُون، بل يَفعَلون كَفعْل الخَوارِج والجَهميَّة والمُعتزِلَة والرَّوافِض،
وليْس عِندَهم شُبهةٌ في تَكفِير أهْل السُّنَّة إلا اتِّباع الوَحي، وَهُم لا
يُريدون اتِّباع الوَحي، بَل يُريدُون اتِّباعهم هُم وشُيوخهم.
فَلا
يَستوي حُكم أهْلِ السُّنَّة والجَمَاعةِ عَلى المُخالفين، وحُكم المُخالِفينَ مِن
أهْلِ الضَّلال عَلى أهْلِ السُّنَّة والجَمَاعة عِند اللهِ تَعَالى لأنَّ هَذا
عَدلٌ وَذاكَ جَورٌ.
هَذِه
هِي القَاعِدَة التِي يَجِب الوُقوفُ عِندَها، وَهِي: أنَّ التَّكفِير حَقٌّ للهِ
وَلِرسُوله صلى الله عليه وسلم، وَهُو حُكمٌ شَرعيٌّ لا يَجوز لأحدٍ أنْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد