×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَهَلُمَّ وَيْحَكُمُ نُحاكِمْكُمْ إلى  ****  النَّصَّيْنِ مِنْ وَحيٍ ومِنْ قُرآنِ

وهناك يُعْلَمُ أي حِزْبَيْنا على الْـ  ****  ـكفرانِ حقًّا أو على الإيمانِ

فَلْيَهنِكُمْ تكفيرُ مَن حَكَمَتْ بإسـ  ****  ـلاَمٍ وإيمانٍ لَهُ النَّصَّانِ

****

 يَدخل فيهِ إلا بِدلِيل مِن كِتابِ اللهِ تَعَالى أو مِن سُنَّة رَسوله صلى الله عليه وسلم، فالوَاجِب عَدم إطْلاَق هَذا الحُكمِ إلا علَى مَنْ يَستحِقُّه، فَمن ارْتَكب نَاقضًا مِن نوَاقِض الإِسلامِ التِي دلَّ عَليهَا الكِتابُ والسُّنَّة فَهو كافرٌ؛ لأنَّ الله كفَّره، وكفَّرهُ رسولُه صلى الله عليه وسلم، وعِبادتُه لا تَصحُّ مِنه لَو تعبَّد اللَّيل والنَّهار.

يَقول لَهُم: نَدعُوكُم إِلَى التَّحَاكُم إلَى كِتَاب اللهِ وسُنَّة رَسُوله صلى الله عليه وسلم، فَمَن حَكَمَا لَهُ بِالإيمَانِ فَهُو مُؤمن، وَمَن حَكَما لَه بِالكُفرِ فَهوَ كَافرٌ.

التَّهنِئَة هَذه مِن بَاب التَّهدِيد؛ مِثل قَولِه تَعَالى: ﴿فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [آل عمران: 21]، فَليسَ العَذابُ الألِيمُ مِمَّا يُبشَّر بهِ لَكن هَذا مِن بَاب التَّهكُّمِ بِهم وتَحقِيرِهم، يَقُول: لِيهْنِكم تَكْفير أهْلِ السُّنَّة والجَمَاعة وَما يَترتَّب عَليه عنْدَ اللهِ تَعالى مِن العُقُوبة العَاجِلة والآجِلَة.


الشرح