×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

ومُصَرِّحٌ بفسادِ قولِ مُؤوِّلٍ  ****  للاستواءِ بقهرِ ذي سُلطانِ

ومُصَرِّحٌ أنَّ الأُلى قالوا بذا التْـ  ****  تَأويلِ أهلُ ضَلالةٍ ببيانِ

ومُصَرِّحٌ أنَّ الذي قد قَالَهُ  ****  أهلُ الحديثِ وعَسْكَرُ القُرآنِ

هو قولُهُ يَلْقَى عليه ربَّهُ  ****  وبه يَدينُ اللهَ كلَّ أوانِ

لكنَّه قَّدْ قال إنَّ كلامَهُ  ****  مَعْنًى يقومُ برَبِّنا الرحمنِ

في القولِ خالفناهُ نحنُ وأنتُمُ  ****  في الفوقِ والأوصافِ للدَّيَّانِ

****

يُنكِرُ أبُو الحَسن الأشْعرِي تَفسيرَ الاسْتِواء بِالاسْتيلاَء، وَيقُول: الاسْتوَاء حَقيقِيٌّ كمَا يَليقُ بِه سُبحَانه وَتَعَالى.

صَرَّحَ أبُو الحَسن بِأنَّ الذِين قَالوا: إنَّ الاسْتِواء بِمَعنى الاسْتيلاَءِ أنَّهم أهلُ ضَلال وأهْل بَاطل.

صرَّح كَذلك بأنَّه يَقُول بِقول الإِمَام أحْمَد فِي هَذه المَسَائل، وأنَّه يَلقى رَبَّه يَوم القِيامَة بِذلك.

هذِه التِي أُخِذَت عَلى أبِي الحَسن الأشْعَري، ونَرجو أنَّ اللهَ يَغفِر لَهُ، وَهذا غَلطٌ؛ لأنَّ كَلامَ اللهِ حَقيقي يُسمَع بِحرفٍ وَصوتٍ، سَمعهُ جِبريل وَبلَّغَه لِرسُول الله صلى الله عليه وسلم، نَحن خَالفْنَاه فِي هَذه المَسألَة. وأَنتُم خَالفْتُموه فِي مَسألة العُلوِّ وَمسائلِ الصِّفَات.


الشرح