لِمَ كانَ نَفسُ خِلافِنا كُفرًا وكا **** نَ خلافُكُمْ هو مُقْتَضى الإيمانِ
هذا
وخالفتُمْ لنَصٍّ حِين خَا **** لَفْنا لِرأيِِّ الجَهمِ ذي البُهتانِ
واللهِ
ما لَكُمُ جوابٌ غيرُ تَكْـ **** ـفيرٍ بلا عِلْمٍ ولا إيقانِ
أستغفرُ
اللهَ العظيمَ لكمْ جوا **** بٌ غيرُ ذا الشكوَى إلى السُّلطانِ
****
لِمَاذا كَان خِلافُنا لأَبِي الحَسن الأَشْعري
فِي مَسْألة الكَلام كُفرًا، وخِلافُكم لَه فِي كَثيرٍ مِن مَسَائل الحَقِّ لا
يكونُ كُفرًا، فَهل هَذا إلا هَوى؟
نحنُ
خالَفنا الآرَاء البَاطلةَ كَرأي الجَهمِ بْن صَفوان وغَيرِه مِن أهْل الضَّلال
وأنْتُم تُخالِفون النُّصوص، فأيُّ الخِلافين هُو الحَق؟ الحَقُّ أنَّ خِلاف
آرَاءِ الرِّجال الضَّالين هُو الحَقُّ، وأنَّ خِلاف النُّصوص القُرآنيَّة هُو
البَاطلُ.
لمَّا
سَألهُم: أيُّنا أشَدُّ خِلافًا لأَبِي الحَسَن الأَشْعَري، خِلافُنا أو خِلافُكم؟
وأيُّهما أولَى أنَّ يُسمَّى كُفرًا أو ضَلالاً، خِلافُكم للقُرآنِ أو خِلافُنا
لأبِي الحَسن الأشْعَري؟ لَم يَستطِيعوا الجَواب.
مَا
عِندَكُم جَواب إِلا أنَّكم لَمَّا عَجزتُم عَن الحقِّ شَكوتُمونا إِلى
السُّلطَان؛ حَيث فعَلُوا هَذا مَع شَيخِ الإِسْلام ابْن تَيمِية، وَهذا هُو دَأب
أهْلِ البَاطلِ فِي كلِّ زَمانٍ ومَكانٍ، اسْتِعمال القُوَّة لِردِّ الحَقِّ
ونُصرة الباطِلِِ، وذَلِك بِالشَّكوى إلَى السَّلاطِين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد