أنتُمْ تُعيبُونا بهذا وهو مِنْ **** تَوْفِيقنـا والفضلُ للمنَّـانِ
فَلْيَهنِكُمْ
خُلْفُ النُّصوص ويَهْنِنا **** خُلْفُ الشيوخِ أيستوي الخُلْفانِ
والله
ما تَسْوِي عقولُ جميعِ أهْـ **** ـلِ الأرضِ نَصًّا صَحَّ ذا تِبيانِ
حتى
نُقدِّمَهَا عليه مُعْرِضِـ **** ـينَ مُؤَوِّلينَ مُحَرِّفي القُرآنِ
واللهِ
إنَّ النَّصَّ فيما بيننا **** لَأَجَلُّ مِنْ آراءِ كُلِّ فلانِ
****
تعِيبُون علَينَا التَّمسُّك بِالكِتاب
والسُّنَّة، وَهَذا مِن تَوفِيق اللهِ لَنا وَلَه الفَضلُ والمِنَّة حَيث هَدَانا
لِذَلك.
هذا
من بَاب السُّخْريَة بِهم، يَقُول: فَليهْنِكُم مُخالَفة النُّصُوص إنْ كَان فِي
هَذا تَهنِئَة، وَلكِن الوَاقع أنَّ هَذا لَيس مِن بَاب التهْنِئة بَل مِن بَاب
السُخرية بِهم، مِثل قَوله: ﴿فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
[آل عمران: 21]، فالبِشَارة تَكون للخَير، ولكنَّها هنا مِن بَاب التَّهكُّم بِهم،
وليهن أهْل السُّنَّة مُخالَفة آرَاء الرِّجَال واتِّبَاع الكِتَاب والسُّنَّة،
وهَذه تَهنئَة حَقيقِيَّة.
جَميع
آرَاء النَّاس منْ أوَّل الخَلق إلَى آخِرهم لاَ تُعادل نَصًّا وَاحدًا مِن كتابِ
اللهِ وسُنَّة رَسوله صلى الله عليه وسلم حتى نُحَرِّفَه من أجلها.
النَّص
أَجَلُّ عِند أهْل الحَقِّ مِن جَميعِ الآرَاءِ فَهدفُهُم الحَق.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد