واللهِ لم يَنْقِمْ علينا مِنْكُمُ **** أبدًا خِلافَ النَّصِّ مِن إنسانِ
لكنْ
خلافَ الأشعريِّ بزَعْمِكُمْ **** وكَذَبْتُمُ أنتُمْ على الإنسانِ
****
يُخاطِب الأشَاعِرة الذِينَ يَنتَسِبُون إِلى
أبِي الحَسن عَلي بْن إسْمَاعِيلَ الأشْعَري، وَكان فِي أوَّل أمْرِه
مُعتَزِليًّا؛ لأنَّه تَتلمَذ عَلى أبِي عَلي الجُبائي، وأخَذ عَنْه عِلم
الاعْتِزال، وَعاشَ عَلى الاعْتزَالِ.
ثمَّ
إنَّ اللهَ هداهُ وأدْركَ أنَّ الاعْتزَال بَاطِل، فقام أمَام النَّاس يَوم
الجُمعَة وأعْلَن رُجوعَه عَن مَذْهب الاعْتزَال وَقال: «إِني خَلعْت مَذهَب
المُعتَزلَة كَما خَلعْت ثَوبِي هَذا»، ثُمَّ خَلع ثَوبَه أَمامَهم وتَبرَّأ
مِنهُ.
ثُم
آلَ أمْرُه إلَى الأَخذِ بِقول أهْل السُّنَّة خُصوصًا الإمام أحْمد في كَثير مِن
الصِّفات كَما صرَّح بِذلك فِي كتابه: «مقالات الإسلاميين»، وفي كِتابه «الإبانة
عن أصول الديانة».
والذين
ينْتَسبون إلَيهِ اليَوم مَا رَجعُوا كَما رَجَع، وَكذَبوا عَليهِ حيثُ يُسمُّون
أنفسَهُم أشَاعِرة، فَهُم بَقَوْا على مَذهَبه الأوَّل، ويَنتسِبُون إلَيه زُورًا
وبُهتانًا، وإلا فَهُم كُلاّبيَّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد