فإذا تَقَطَّعَتِ الوَسَائِلُ وانْتَهَتْ **** ِتِلْكَ المَآكِلُ في سَرِيعِ زَمَانِ
فَهُنَاكَ
تَقْرَعُ سِنَّ نَدْمَانٍ على التـ **** تَفْرِيطِ وقْتَ السَّيْرِ والإمْكَانِ
وهُنَاكَ
تَعْلَمُ مَا بِضَاعَتُكَ التي **** حَصَّلْتَهَا في سَالِفِ الأزْمَانِ
إلاَّ
الوَبَالُ عَلَيْكَ والحَسَرَاتُ والْـ **** ـخُسْرَانُ عنْدَ الوَضْعِ في الميزانِ
قِيلٌ
وقَالٌ مَا لَهُ مِنْ حَاصِلٍ **** إلاَّ العَنَاءُ وكُلُّ ذِي الأذْهَانِ
واللهِ
ما يُجْدي عليك هناك إلـ **** لاَ ذا الذي جاءَتْ به الوحيانِ
والله
ما يُنجيكَ مِن سجنِ الجحيـ **** ـمِ سِوَى الحديثِ ومُحْكَمِ القرآنِ
واللهِ
ليسَ الناسُ إلاَّ أهْلَهُ **** وسواهم من جملةِ الحيَوانِ
****
نَصَحَهُم رحمه الله نَصِيحةً بَليغَة، فَقَال:
لا يُنقِذُك مِن النَّار إلا اتِّبَاعُ الحَديثِ ومُحْكَم القُرآن، وأمَّا
غَيرُهما فَلا يُنجيك مِن عَذاب اللهِ إذا وَقعتَ فيهِ، فالنَّاس الذِين يُعتَدُّ
بِهم هُم مَن يَتمسَّك بالقُرآن والسُّنَّة، وأمَّا غَيرهم فَهم شرٌّ من الحَيوان
بِسببِ أنَّهم آثَرُوا البَاطل عَلى الحَقِّ، وآثَروا الدُّنيا عَلى الآخِرَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد