مُبَيِّضَةً مِثْلَ الرِّيَاضِ بِجَنَّةٍ **** وَالسُّودُ مِثْلَ الفَحْمِ لِلنِّيرَانِ
فَهُنَاكَ
يَعْلَمُ رَاكِبٌ مَا تَحْتَهُ **** وَهُنَاكَ يُقْرَعُ نَاجِذُ النَّدْمَانِ
وَهُنَاكَ
تَعْلَمُ كُلُّ نَفْسٍٍ مَا الذِي **** مَعَهَا مِنَ الأَرْبَاحِ وَالخُسْرَانِ
وَهُناكَ
يَعْلَمُ مُؤثِرُ الآرَاءِ وَالشْـ **** شَطَحَاتِ وَالهَذَيَانِ وَالبُطْلاَنِ
أَيَّ
البَضَائِعِ قَدْ أَضَاعَ وَمَا الذِي **** مِنْهَا تَعَوَّضَ فِي الزَّمَانِ الفَانِي
سُبْحَانَ
رَبِّ الخَلْقِ قَاسِمِ فَضْلِهِ **** وَالعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ بِالمِيزَانِ
لَوْ
شَاءَ كَانَ النَّاسُ شَيْئًا وَاحِدًا **** مَا فِيهِمُ مِنْ تَائِهٍ حَيرَانِ
****
اللهُ سبحانه وتعالى يَهدِي مَن يَشاءُ
تَفضُّلاً مِنه لِلحَقِّ والعِلمِ النَّافِع، ويُضلُّ مَن يَشاءُ عَدلاً منهُ
سبحانه وتعالى.
اقْتَضَت
حِكمَتُه سُبحَانه أنْ يُفرِّق بَين أهْلِ الضَّلالِ وأهْلِ الحَقِّ مِن بَاب
الامْتحَان والابْتِلاء، ولأجْل أنْ يَتميَّز المُؤمِن مِن الكافِر، والصَّادق مِن
الكَاذب، فَيتميَّز هَذا مِن هَذا، فَهذِه حِكمَة اللهِ تَعَالى؛ لأنَّه لَولا
الابْتِلاء والامْتحَان لمَا تَميَّز الخَبيثُ مِن الطَّيبِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد