وَلأَِيِّ شَيءٍ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ مَا **** قَدْ قُلْتُمُ فِي رَبِّنا الرَّحْمَنِ
وَلأِي
شَيءٍ صرَّحُوا بِخِلافِهِ **** تَصْرِيحَ تَفْصِيلٍ بِلا كِتْمَانِ
وِلأِيِّ
شَيءٍ بَالغُوا فِي الوَصْفِ بِالـ **** إِثْبَاتِ دُونَ النَّفْي كُلَّ زَمَانِ
لأيِّ
شَيءٍ أَنْتُمُ بَالَغتُمُ **** فِي النَّفْي وَالتَّعْطِيل بِالقُفْزَانِ
****
لَو
أنَّكُم عَلى حَقٍّ فِيما تَقُولون: إِنَّ هَذه النُّصوص لَيست عَلى ظَواهِرِها،
وأنَّها تَقتَضِي التَّشبِيه لَبَيَّن ذَلكَ الرُّسلُ عليهم السلام وَوضَّحُوه
لِلنَّاس، فلَمَّا لَم يَقولُوا بِذَلك، دَلَّ عَلى أَنَّ ظَاهِرها مَقصُود،
وأنَّه لا تَشابُه بَين صِفَات الخَالقِ وصِفَات المَخلوقِ.
أي:
لأي شَيءٍ خَالَفَكُم الرُّسلُ فِيما ذَهبْتُهم إِليهِ إلا لأنَّكُم عَلَى بَاطل.
لأيِّ
شَيءٍ بَالغَ الرُّسلُ بِالوَصف بِالإثْبَات وَفَصَّلوا فيهِ، وأجْمَلوا فِي
النَّفْي إلا لأجْلِ أنَّ هَذا هُوَ الحَقُّ عِند الرُّسلِ وأتْبَاعِهم، وأمَّا
مُخالِفُوهم فَعَلى العَكْس عِندَهم إِثْباتٌ مُجملٌ ونَفيٌ مُفصلٌ.
بالقُفْزَان:
يَعني: جُزَافًا لاَ حَصْر لَهُ، والقُفْزَان: جَمع قَفِيز وَهُو مِكيَالٌ
مَعْرُوف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد