فَسَلُوهُمُ بِسُؤَالِ كُتْبِهِمُ التِي **** جَاءُوا بِهَا عَنْ عِلْمِ هَذَا الشَّانِ
وَسَلُوهُمُ
هَلْ رَبُّكُمْ فِي أَرْضِهِ **** أَوْ فِي السَّمَاءِ وَفَوْقَ كُلِّ مَكَانِ
أَمْ
لَيْسَ مِنْ ذَا كُلِّهِ شَيءٌ فَلاَ **** هُوَ دَاخِلٌ أَوْ خَارِجُ الأَكْوَانِ
****
اسألُوا الرُّسلَ؛ أي: الكُتب التِي جَاءتْ بِها
الرُّسلُ، هَل تَتَّفقُ مَع مَا أنْتُم عَليهِ أو تخْتَلفُ؟ فَإِن اخْتلَفَت
فَالحقُّ مَع مَا جَاءت بهِ الرُّسلُ كَمَا قالَ تَعَالى ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ
وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾ [النساء: 59].
ارجِعُوا
إلَى الكُتبِ الإِلهيَّة، هَل تَرونَ فيهَا أنَّ اللهَ فِي كُلِّ مَكان؟ تعَالَى
اللهُ عَن ذَلكَ، أو تَجِدُون فِيها أنَّ اللهَ فِي السَّماء، فَكُلُّ الكُتبِ
فِيها أنَّ اللهَ فِي السَّماءِ، وأعظَمُ كِتابٍ دَلَّ عَلى ذَلكَ القُرآنُ،
فَفيهِ أنَّ اللهَ في السَّماء عَالٍ على خلقه مستوٍ عَلى عَرشِه، فَليسَ فيهَا
أنَّ اللهَ لا دَاخل العَالَم ولا خَارِجه ولا يَمنة ولا يَسرة كَما تَقولُه
المُعطِّلة؛ لأنَّ هَذا مَعناه أنَّه مَعدُوم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد