هَذَا وَمَا التَّالُونَ عُمَّالاً بِهِ **** إِذْ هُمْ قَدْ اسْتَغْنَوا بِقَوْلِ فُلانِ
إِنْ
كَانَ قَدْ جَازَ الحَنَاجِرَ مِنْهُمُ **** فَبِقَدْرِ مَا عَقَلُوا مِنَ القُرْآَنِ
والبَاحِثُونَ
فَقَدَّمُوا رَأيَ الرِّجَا **** لِ عَلَيهِ تَصْرِيحًا بِلاَ كِتْمَانِ
عَزَلُوهُ
إِذْ وَلَّوا سِوَاهُ وَكَانَ ذَا **** كَ العَزْلُ قَائِدُهُمْ إِلَى الخُذْلانِ
قَالُوا
وَلَمْ يَحْصُلْ لَنَا مِنْهُ يِقِيـ **** ـنٌ فَهُوَ مَعْزُولٌ عَنِ الإِيقَانِ
****
لأنَّهُ عِبارَة عَن حُروف وَأصْوات وجِلْد،
فَليسَ هُو كَلامُ اللهِ، بَل هُو كَلامُ جِبرِيل أو كَلامُ مُحمَّد، وهَذا يَلزَم
عَلى مَذهَبِهم، وبَعضُهم يُصرِّح بِذلكَ؛ أي: بِعَدم احْتِرَام وتَوقِير مَا في
المُصحَف، فَلو أنَّ رَجُلاً وَطئَ عَلى المُصحَف وجَلسَ عَليهِ مَا استَنْكَروا
ذَلكَ؛ لأنَّهُم يَقولُون: مَا في المُصحَف مَخلُوقٌ، فَيتَرتَّبُ عَلى ذَلكَ
زَوالُ حُرمَة القُرآنِ فَيتهَاونُ بِه النَّاسُ.
مَا
سَبقَ هُو مِن نَاحِيَة الاعْتِقَاد بِالقُرآنِ وَأنَّه لَيسَ كَلامَ اللهِ،
وَكذَلكَ مِن نَاحيَة العَملِ، فَإنَّهم لا يَعمَلُون بِالقُرآنِ بَل بِالأدِلَّة العَقلِيَّة،
فَالقُرآنُ عِندَهُم لا يُفيدُ اليَقينَ، فَهُم عَزلُوه عَن الاسْتدْلاَل،
فَالقُرآن لا يَتَجاوزُ حَناجِرَهم لأنَّهُم لا يَفقَهُون مَعنَاه ولا يَعمَلُون
بِمقْتضَاه.
هَذهِ
شُبهَتهُم: أنَّ أدِلَّة القُرآنِ لاَ تُفيدُ اليَقينِ، والعَقائِدُ إنَّمَا تُبنَى
عَلى اليَقينِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد