إِنَّ اليَقِينَ قَوَاطِعٌ عَقْلِيَّةٌ **** مِيزَانُهَا هُوَ مَنْطِقُ اليُونَانِ
هَذَا
دَلِيلُ الرَّفْعِ مِنْهُ وَهَذِهِ **** أَعْلاَمُهُ فِي آَخِرِ الأَزْمَانِ
يَا
رَبُّ مَن أهْلُوهُ حَقًّا كَي يَرَى **** أَقْدَامَهُمْ مِنَّا عَلَى الأَذْقَانِ
****
أصْلُ
المَنطِق جَاءَ مِن اليُونانِ، وَكَان اليُونانُ مَوْطنًا للفَلاسِفة الذِينَ
وَضعُوا عِلمَ المَنطِق، فَدرسَ هَؤلاءِ كُتبَهُم وَتوارَثُوها، بِسبَبِ أنَّ
المَأمُون جَلبَ هِذهِ الكُتبَ مِن اليُونَان وَكَوَّن لَها «دَار الحِكْمة»، وَوضَعَ
فِيها مُترجِمِين، فَتغَيَّرت عقَائِد هَؤلاءِ، وَنَسُوا القُرآنَ، وَصرفَتْهُم
عَنْه، وَلِذَا يَقُول الإِمَام أحْمَد: «لاَ أَظُنُّ أنَّ اللهَ يَنْسى المَأمُون
فَقَد أدْخَل فِي الإِسْلام مَا لَيسَ مِنْه».
يَقولُ:
يَا رَبِّ دُلَّنَا عَلى أهْل الحَقِّ المُتمَسِّكينَ بِه حَتَّى نُجِلَّهم،
ونَجعَلَهم يَمشُون عَلى أذْقَانِنا، وَنَخْضَع لَهُم بِالأدَبِ وَنتَواضَع
مَعَهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد