وَخَوَاصُّهُمْ لَمْ يَقْرَءُوهُ تَدَبُّرًا **** بَلْ لِلتَّبَرُّكِ لاَ لِفَهْمِ مَعَانِ
وَعَوَامُّهُمْ
فِي الشِّبَعِ أَوْ فِي خَتْمَةٍ **** أَوْ تُرْبَةٍ عِوَضًا لِذِي الأَثْمَانِ
هَذَا
وَهُمْ حِرْفِيَّةُ التَّجْوِيدِ أَوْ **** صَوْتِيَّةُ الأَنْغَامِ وَالأَلْحَانِ
****
خَواصُّهم يَقرَءونَ القُرآنَ لا لأَجْلِ
التَّدبُّرِ والاسْتدِلالِ بهِ؛ لأَنَّهُم مُكتَفُون بأدِلَّة العَقلِ، وإنَّمَا
يَقرءونَ القُرآنَ تَبرُّكًا بِهِ، والعَوامُّ مِنهُم يَقرءونَ القُرآنَ لأِجْل
حُصولِ المَآكلِ بهِ؛ فَيحصُلون عَلى الشِّبعِ والخَتمَةِ الكَامِلةَ للقُرآنِ
عِندَ المَوتَى كَما هُو مَعروفٌ.
أو
يَقرءونَه عِندَ التُّربَة فِي المَقَابِر كَما هَو مَوجُودٌ الآنَ، فَهُم لا
يَستَعْمِلون القُرآنَ إلا لهَذِه الأغْرَاضِ الثَّلاثة، فالقُرآنُ عِندَهم لَم
يَكُن لِلعَملِ والاتِّبَاع والاسْتدْلاَلِ.
وقُرَّاؤهُم
بَين نَوعَينِ:
النَّوعُ
الأَوَّل: الذِينَ يَعتَنُونَ بِالتَجوِيد «مَخارِج الحُروف
والغُنَّة»، والقِرَاءَات السَّبع، وأمَّا العَملُ فَليسَ عِندَهُم عَملٌ، بَل هُم
مِن أفْسَقِ النَّاس، ومِن أَبْعَد النَّاس عَن القُرآنِ؛ فَهَمُّهم اللَّفظُ،
يُقِيمُون حُروفَه وَيضَيِّعُون حُدودَه، أو يَعتَنونَ بالأصْواتِ والتَّنغِيم
كَأنَّهم مُغنُّونَ، وَليسَ عِندَهم تَدبُّر وَمعرِفَةٌ وَتفْسيرٌ لِلقُرآن،
والعَجيبُ أنَّ مَا ذَكرهُ النَّاظمُ هُو المَوجُود الآنَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد