×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وَكَذَاكَ أَثْبَتَتِ الصِّفَاتِ جَمِيعَهَا  ****  للهِ سَالِمَةً مِنَ النُّقْصَانِ

وَإِلَيهِ يَصْمُدُ كُلُّ مَخْلُوقٍ فَلاَ  ****  صَمَدٌ سِوَاهُ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ

لاَ شَيءَ يُشبِهُهُ تَعَالَى كَيفَ يُشْـ  ****  ـبِهُ خَلْقَهُ مَا ذَاكَ فِي الإِمْكَانِ

لِكِنْ ثُبُوتُ صِفَاتِهِ وَكَلاَمِهِ  ****  وَعُلُوِّهِ حَقًّا بِلاَ نُكْرَانِ

لاَ تَجْعَلُوا الإِثْبَاتَ تَشْبِيهًا لَهُ  ****  يَا فِرْقَةَ التَّشْبِيهِ وَالطُّغْيَانِ

كَمْ تَرْتَقُونَ بِسُلَّمِ التَّنْزِيهِ لِلتْـ  ****  تَعْطِيلِ تَرْوِيجًا عَلَى العُمْيَانِ

****

أي: صَمدِيَّته نَفَت هَذِه الأَشيَاء، ويَلزَم مِن نَفي الكُفؤ نَفيُ الوِلاَدة والأُبوَّة عنه، ويلزَمُ مِنها إِثباتُ صِفَات الكَمَال لَهُ سبحانه وتعالى.

يردُّ علَى المُعطِّلة الذِينَ نَفَوا الصِّفَات بِحُجَّة أنَّ إِثبَاتها يَقتَضي التَّشبِيه بِزعمِهِم، وَهَذا بَاطلٌ؛ لأنَّنا عَرفْنا الفَرقَ بَين صِفات الخَالقِ والمَخلُوق، وَهُم فرُّوا مِن تَشبِيهِه بِالمَوجُوداتِ فَوقَعوا فِي تَشبِيهِه بِالمَعدُوماتِ والنَّاقِصات والجَمادَات.

هُم مَلاحِدةٌ وَلكنَّهم اتَّخذُوا سُلَّم التَّنزيهِ للوُصولِ إلَى إلْحَادِهم فقَالوا: نُنزِّهُ اللهَ عَن هَذه الصِّفات لِيتوصَّلوا بِها إِلى نَفي وُجودِه تَبارَك وتَعَالى، فَتستَّرُوا بِهذِه الشُّبهَة وَهُم يُريدُون الإِلحَاد فِي حقِّ اللهِ تَعالى.


الشرح