هَذِي مَقَالاَتٌ لَكُمْ يَا أُمَّةَ التْـ **** تَشْبِيهِ مَا أَنْتُمْ عَلَى إِيمَانِ
شَبَّهْتُمُ
الرَّحْمَنَ بِالأَوْثَانِ فِي **** عَدَمِ الكَلاَمِ وَذَاكَ لِلأَوْثَانِ
مِمَّا
يَدُلُّ بِأنَّهَا لَيْسَتْ بِآَ **** لِهَةٍ وَذَا البُرْهَانِ فِي الفُرْقَانِ
فِي
سُورَةِ الأَعْرَافِ مَعْ طَهَ وَثَا **** لِثُهَا فَلاَ تَعْدِلْ عَنِ القُرْآَنِ
أَفْصِحْ
بِأَنَّ الجَاحِدِينَ لِكَوْنِهِ **** مُتَكَلِّمًا بِحَقِيقَةٍ وَبَيانِ
هُمْ
أَهْلُُ تَعْطِيلٍ وَتَشْبِيهٍ مَعًا **** بِالجَامِدَاتِ عَظِيمَةِ النُّقْصَانِ
****
الذِي حَمَلَهُم عَلى نَفي صفَةِ الكَلامِ عَن
اللهِ نَفْيُ التَّشبِيهِ، فهُمْ بِزعْمِهِم نَزَّهُوا اللهَ عَن مُشابَهَة المَخلُوقِين
فَنَفَوا عَنه الكَلامَ. فَنَقولُ: إنَّ الذِي لا يَتكلَّمُ لَيس بِإلهٍ كَما فِي
الأعْرَاف فِي نَفي ألُوهِيَّة العِجلِ ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ﴾ [الأعراف: 148]، وفي سورة «طه» في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا
يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا﴾
[طه: 89]، الكَلامُ صِفةُ كَمالٍ وضِدُّه وَهو الخَرسُ صِفةُ نَقصٍ، وَاللهُ
تَعالَى مُنزَّهٌ عَن النَّقصِ.
كُلُّ
مَن نَفَى كَلامَ اللهِ فَإنَّه مُشبِّهٌ وَمُعطِّلٌ فِي آنٍ وَاحِد؛ لأنَّه
لَمَّا شَبَّهه بِالجَامدَات التِي لا تَتكَلَّم عَطَّلَه عَن الكَلامِ فَهُو
جَمعَ بَينَ التَّعطِيل والتَّشبِيهِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد