الثَّاني:
تَوحيدٌ عملِيٌّ طَلبيٌّ: وَهُو تَوحيدُ الألُوهِيَّة، وَقَد جرِّد هَذَان
النَّوعَان مِن التَّوحِيد فِي سُورتَينِ:
الأُولى:
سُورَة الإِخْلاص: وَهِي فِي تَوحِيد الرُّبوبِيَّة والأَسْماءِ والصِّفَات.
الثَّانِية:
سُورةُ الكَافِرون: وَهِي فِي تَوحِيدِ الأُلوهِيَّةِ. وَلِكونِ هَاتين
السُّورَتينِ العَظيمَتَينِ تَتضمَّنَان نَوعَي التَّوحيدِ: العَمليِّ
والعِلمِيِّ، كَان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرَأ بِهما فِي رَكعَتي الفَجر
الرَّاتِبة﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾
[الكفرون: 1].
في
الأولى، وفي الثانية ﴿قُلۡ
هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الاخلاص:
1].
ليَفتَتحَ
النَّهارَ بِنوعَي التَّوحِيد، وَكانَ صلى الله عليه وسلم يقْرَأ بِهمَا فِي
رَاتِبة المَغرِب ([1])؛
لَيفتَتح بِهما اللَّيل بَنوعَي التَّوحيدِ العِلمي والعَملي، وكانَ أيضًا يَقرأ
بِهما فِي رَكعَتي الطَّواف ([2])
لِتضمُّنِهما لِنوعَي التَّوحِيد، وَكذلكَ في الشَّفعِ والوَتر ([3])
فِي هَذِه المَواضِع؛ وَذلِك لِختامِ عَملِ اللَّيلِ وَهوَ القِيام والتَّهجُّد
يَختِمه بِالتَّوحيدِ، فصَار يَقرَؤهما فِي أرْبَعة مَواضِع:
الأوَّلُ:
فِي رَاتِبة الفَجْر.
الثَّانِي:
الشَّفعُ وَالوِترُ مِن قِيام اللَّيل.
الثَّالِث:
رَاتِبة المَغرِب.
الرَّابِع: رَكعَتي الطَّوافِ.
([1]) انظر: «مسند أحمد» رقم (5742).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد