×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

الثَّاني: تَوحيدٌ عملِيٌّ طَلبيٌّ: وَهُو تَوحيدُ الألُوهِيَّة، وَقَد جرِّد هَذَان النَّوعَان مِن التَّوحِيد فِي سُورتَينِ:

الأُولى: سُورَة الإِخْلاص: وَهِي فِي تَوحِيد الرُّبوبِيَّة والأَسْماءِ والصِّفَات.

الثَّانِية: سُورةُ الكَافِرون: وَهِي فِي تَوحِيدِ الأُلوهِيَّةِ. وَلِكونِ هَاتين السُّورَتينِ العَظيمَتَينِ تَتضمَّنَان نَوعَي التَّوحيدِ: العَمليِّ والعِلمِيِّ، كَان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرَأ بِهما فِي رَكعَتي الفَجر الرَّاتِبة﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ [الكفرون: 1].

في الأولى، وفي الثانية ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ [الاخلاص: 1].

ليَفتَتحَ النَّهارَ بِنوعَي التَّوحِيد، وَكانَ صلى الله عليه وسلم يقْرَأ بِهمَا فِي رَاتِبة المَغرِب ([1])؛ لَيفتَتح بِهما اللَّيل بَنوعَي التَّوحيدِ العِلمي والعَملي، وكانَ أيضًا يَقرأ بِهما فِي رَكعَتي الطَّواف ([2]) لِتضمُّنِهما لِنوعَي التَّوحِيد، وَكذلكَ في الشَّفعِ والوَتر ([3]) فِي هَذِه المَواضِع؛ وَذلِك لِختامِ عَملِ اللَّيلِ وَهوَ القِيام والتَّهجُّد يَختِمه بِالتَّوحيدِ، فصَار يَقرَؤهما فِي أرْبَعة مَواضِع:

الأوَّلُ: فِي رَاتِبة الفَجْر.

الثَّانِي: الشَّفعُ وَالوِترُ مِن قِيام اللَّيل.

الثَّالِث: رَاتِبة المَغرِب.

الرَّابِع: رَكعَتي الطَّوافِ.


الشرح

([1])  انظر: «مسند أحمد» رقم (5742).

([2])  انظر: «صحيح مسلم» رقم (1218).

([3])  انظر: «مسند أحمد» رقم (21141).