فَالكُلُّ مِنْهُ بَدَا وَمَرْجِعُهَ إِلَيـ **** ـهِ وَحْدَهُ مَا مِنْ إِلَهٍ ثَانِ
غَلِطَ
الأُلَى جَعَلُوا الشَّفَاعَةَ مِنْ سِوَا
**** هُ
إِلَيهِ دُونَ الإِذْنِ مِنْ رَحْمَنِ
هَذِي
شَفَاعَةُ كُلِّ ذِي شِرْكٍ فَلاَ **** تَعْقِدْ عَلَيهَا يَا أَخَا الإِيمَانِ
وَاللهُ
فِي القُرْآَنِ أَبْطَلَهَا فَلاَ **** تَعْدِلْ عَنِ الآَثَارِ وَالقُرْآَنِ
وَكَذَا
الوَلاَيَةُ كُلُّهَا لِلهِ لاَ **** لِسِوَاهُ مِنْ مَلِكٍ وَلاَ إِنْسَانِ
****
الوَلايَة
- بِفتْح الوَاو -: مَعنَاها المَحبَّة، فَاللهُ هُو الذِي يَستَحقُّ المَحبَّة
الكَاملةَ دُون مَا سِواه، وَهِي أعْظَم أنْوَاع العِبادة. قَال تَعَالى ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾
[البقرة: 165]، ولكن لا يقْتَصر الدِّينُ عَلى المحَبَّة كَما يَقُول الصُّوفيَّة،
بَل العِبادَة أنْواعٌ كَثيرةٌ كالخَوفِ والتَّوكُّل والنَّذر والذَّبحِ، فَلا
تَقتصِرُ عَلى المَحبَّة.
فالصُّوفِيَّة
يَقولُون: نَحنُ نَعبُده مِن أجْلِ المَحبَّة فَقَط، وهَذا بَاطلٌ لأنَّ الرُّسلَ
وهُم أعْظَم النَّاس مَحبةً للهِ يَعبُدونَه بالخَوفِ والرَّجاءِ، قالَ تعَالَى: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ
يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ﴾ [الأنبياء: 90]، فالرَّغبُ: هُو الرَّجاءُ، والرَّهبُ:
هو الخَوفُ، فَلابدَّ مِن الجَمعِ بَين الرَّجاءِ والخَوفِ؛ وَلذا يَقول العُلماء:
مَن عَبد اللهَ بِالمَحَبَّةِ فَقط فهُوَ صُوفيٌّ، وَمَن عَبد اللهَ بِالخَوفِ
فَقَط فَهُو خَارِجيٌّ، وَمَن عَبَد اللهَ بِالرَّجَاءِ فَقَطْ فَهُوَ مُرْجِئٌ،
فَلا بُدَّ مِنَ الجَمعِ بَينَ الخَوفِ والرَّجَاء والمَحبَّة.