وَالله لَم يَفْهَمْ أُولُو الإِشْرَاكِ ذَا **** وَرَآَهُ تَنْقِيصًا أُولُو النُّقْصَانِ
إِذْ
قَدْ تَضَمَّنَ عَزْلَ مَنْ يُدْعَى سِوَى الرْ
**** رَحْمَنِ
بَلْ أَحَدِيَّةُ الرَّحْمَنِ
بَلْ
كُلُّ مَدْعُوٍّ سِوَاهُ مِنْ لَدُنْ **** عَرْشِ الإِلَهِ إِلَى الحَضِيضِ الدَّانِي
هُوَ
بَاطِلٌ فِي نَفْسِهِ وَدُعَاءُ عَا **** بِدِهِ لَهُ مِنْ أَبْطَلِ البُطْلاَنِ
****
فالوَلايَة
كُلُّها للهِ، فَلا يَبقَى فِي الآخِرَة إلاَّ المَحبَّة للهِ وفي اللهِ؛ ولذَا
قَال تَعَالى: ﴿ٱلۡأَخِلَّآءُ
يَوۡمَئِذِۢ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67]، فَلا يَبقَى إلا محَبَّة اللهِ يَوم
القِيامَة ومَحبَّة مَا يُحبُّه اللهُ تَعَالى.
إذَا
كَانَت الوَلاَية للهِ تَعَالى فَهَذا يَتضمَّن عَزلَ مَن سِوَاه مِن الأصْنَام
والأحْجَار التِي يَعبُدها المُشرِكُون، فَليسَ لَها مُلكٌ وَلا وَلايَة، فَأهْل
الإِشْراك لَم يَفهَموا هذَا؛ وَلِذا عَدلُوا إِلى الأصْنَام والأحْجَار فَعَبدوهَا
مِن دُون اللهِ، ويَزعُمونَ أنَّ لَها مُلكًا وتدْبِيرًا.
كُلُّ
مَن عُبدَ مِن دُونِ اللهِ مِن أهْلِ السَّمواتِ وأَهْل الأرْضِ فَعبادَتُه
بَاطِلةٌ لأنَّه لا يَصلُح للعِبَادة، فالعِبادَة حَقٌّ للهِ جل وعلا لا يُشاركُه
فِيها أحَد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد