×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

والوسَطُ ذُو ثَبَجٍ فأعْوَجُ هكَذَا  ****  جَاءَ الحَديثُ وليسَ ذا نُكْرَانِ

وَلَقَد أَتَى فِي الوَحْي مِصْدَاقٌ لَهُ  ****  في الثُّلَّتَيْن وذاكَ في القُرآنِ

أهلُ اليَمينِ فَثُلةٌ مع مِثْلِها  ****  والسَّابقونَ أقلُّ في الحُسْبانِ

مَا ذَاكَ إلاَّ أنَّ تابعهم هم الـ  ****  ـغُرَباءُ لَيْسَتْ غربةَ الأوطَانِ

لَكِنَّها وَاللهِ غُرْبةُ قَائِمٍٍ  ****  بِالدِّينِ بَين عَسَاكِر الشَّيطَانِ

****

 قَال تَعَالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ١٠أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ ١١فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ١٢ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ ١٣وَقَلِيلٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ ١٤ [الواقعة: 10- 14]، ثُمَّ قالَ ﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ [الواقعة: 27]، إلى قوله تعالى﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡيَمِينِ ٢٧فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ ٢٨وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ ٢٩وَظِلّٖ مَّمۡدُودٖ ٣٠وَمَآءٖ مَّسۡكُوبٖ ٣١وَفَٰكِهَةٖ كَثِيرَةٖ ٣٢لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ ٣٣وَفُرُشٖ مَّرۡفُوعَةٍ ٣٤إِنَّآ أَنشَأۡنَٰهُنَّ إِنشَآءٗ ٣٥فَجَعَلۡنَٰهُنَّ أَبۡكَارًا ٣٦عُرُبًا أَتۡرَابٗا ٣٧لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ ٣٨ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ ٣٩وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ ٤٠ [الواقعة: 27- 40]، وهَؤلاءِ يَكونُون فِي أوَّل الأُمَّة وَآخِر الأُمَّة، فَأصحَاب اليَمينِ في أوَّلِها وَفي آخِرِها سَواء، وأمَّا السَّابِقون فَهُم فِي أوَّلِها أكْثَر مِن المُتأخِّرين مِنها.

ليس هُو غَريب وَطنٍ، ولَكن هُو غَريبٌ فِي دِينهِ بَين الفَاسِدينَ فِي بَلَده فهَذِه الغُربَة غُربَة أدْيَان.


الشرح