×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فِي البَابِ آَثَارٌ عَظِيمٌ شَأنُهَا  ****  أَعْيَتْ عَلَى العُلَمَاءِ فِي الأَزْمَانِ

إذْ أجْمَعَ العُلمَاءُ أنَّ صَحَابَةَ الـ  ****  ـمُخْتَارِ خَيرُ طَوَائفِ الإِنْسَانِ

ذَا بِالضَّرُورَةِ لَيْسَ فِيهِ الخُلْفُ بَيْـ  ****  ـنِ اثْنَينِِ مَا حُكِيَتْ بِهِ قَوْلاَنِ

****

 النُّصُوص التِي جَاءتْ فِي وَصفِ أَهلِ الغُرْبة أعْجَزت العُلمَاء فِي الجَمعِ بَينَها كَمثلِ حَديثِ: «فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ القَبْضِ عَلَى الجَمْرِ، لِلعَامِلِ فِيهِنَّ مْثِلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ»، قِيل: يَا رَسُول اللهِ، أجْرُ خَمسِين رَجُلاً مِنَّا أو مِنهُم؟ قَال: «بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلاً مِنْكُمْ» ([1])، مَع أنَّ الصَّحابَة هُم خَيرُ الأُمة عَلى الإِطْلاق بِالإِجْماع.

لا شَكَّ أنَّ الصَّحَابة هُم أفْضَل الأُمَّة فَهُو فَضلٌ مُسلَّم بِه، لَكن جَاء أنَّه في آخِر الزَّمَان يَكُون أُناس لَهُم أجْر خَمسِين مِن الصَّحَابة فَما الجَوابُ عَن ذَلك؟ يَأتي الجَوابُ في الأبْيَات التِي بَعده.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4110)، والترمذي رقم (2320).