أَعْلاَهُ مَنْزِلَةً لأَِعْلَى الخَلْقِ
مَنْـ **** ـزِلَةً هُوَ المَبْعُوثُ بِالقُرْآنِ
وَهِيَ
الوَسِيلَةُ وَهِيَ أَعْلَى رُتْبَةً **** خَلُصَتْ لَهُ فَضْلاً مِنَ الرَّحْمَنِ
وَلَقَدْ
أَتَى فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ تَفْـ **** ـضِيلُ الجِنَانِ مُفَصَّلاً بِبَيَانِ
هِيَ
أَرْبَعٌ ثِنْتَانِ فَاضِلَتَانِ ثُمْ **** مَ يَلَيهِمَا ثِنْتَانِ مَفْضُولاَنِ
فَالأُولَيَانِ
الفُضْلَيَانِ لَأَوْجُهٍ **** عَشْرِ وَيَعْسُرُ نَظْمُهَا بِوِزَانِ
وَإِذَا
تَأَمَّلْتَ السِّيَاقَ وَجَدْتَهَا **** فِيهِ تَلُوحُ لِمَنْ لَهُ عَينَانِ
****
فِي قَولِه تَعَالى: ﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: 46]، ثُمَّ ذَكَر أوْصَافَهُما، ثُم قَال: ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾
[الرحمن: 62]، وَذَكر أوْصَافَهُما.
فُضِّلت
الأُولَيَان لِعَشَرةِ أَوْجهٍ ذَكَرهَا اللهُ فِي كِتَابه، فَإذا قَرأتَ الآيات
فَارصُد مَا فِيها تَجِد عَشر صِفات لِلجنَّتَين الأُوليَين مِن قَولِه تَعالَى ﴿ذَوَاتَآ
أَفۡنَانٖ﴾ [الرحمن: 48]، إِلى قولِهِ:
﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ
إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾ [الرحمن:
60]، ثُمَّ ذَكر جَنَّتينِ وَذَكر أوْصَافَهُما فِي قَولهِ تَعَالى: ﴿وَمِن
دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾
[الرحمن: 62].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد