سُبْحَانَ مَنْ غَرَسَتْ يَدَاهُ جَنَّةَ ال **** ـفِرْدَوْسِ عِنْدَ تَكَامُلِ البُنْيَانِ
وَيَدَاهُ
أَيْضًا أَتْقَنَتْ لِبِنَائِهَا **** فَتَبَارَكَ الرَّحْمَنُ أَعْظَمُ بَانِ
هِيَ
فِي الجِنَانِ كَآَدَمٍ وَكِلاَهُمَا **** تَفْضِيلُهُ مِنْ أَجْلِ هَذَا الشَّانِ
لَكِنَّمَا
الجَهْمِيُّ لَيْسَ لَدَيهِ مِنْ **** ذَا الفَضْلِ شَيءٌ فَهْوُ ذُو نُكْرَانِ
وَلَدٌ
عَقُوقٌ عَقَّ وَالِدَهُ وَلَمْ **** يُثْبِتْ بِذَا فَضْلاً عَلَى شَيْطَانِ
****
تمتَازُ جَنَّة الفِردَوس عَن جَنَّة عَدن
بِأنَّ اللهَ غَرس أشْجارَها بِيدِه سبحانه وتعالى، كمَا أنَّه خَلق آَدمَ بِيدِه
وَكتبَ التَّوراةَ بيَدِه.
هِي
فِي الجِنان خَلقَها اللهُ بِيدِه تَمتَاز عَلى غَيرِها مِن الجِنانِ كَآدمَ
خَلقَه اللهُ بِيدِه.
الجَهمِيُّ يُنكر صِفَة اليَدينِ للهِ تَعَالى؛ حَيثُ جَاء الخَبر بِأنَّ اللهَ غَرس جَنَّة الفِردَوسِ بِيدِه وَبنَاها بِيدِه كَما خَلق آَدمَ بِيدهِ، فهَذا الجَهمِيُّ عَقُوقٌ لأَبيهِ آدَم لمْ يَعتَرف بِفضْلِه، وأنْكرَ أنَّ اللهَ خَلقهُ بِيدهِ، وجَعل أبَاه آدَم والشَّيطان سَواء؛ لأنَّه يَقُول: خَلقَه بِيده، يَعنِي بِقدرَتِه، وأيضًا: خَلقَ اللهُ تَعَالى الشَّيطان بِقدرَتِه، وَعليهِ فَلا فَضلَ ولا مَزِيَّةَ لآِدمَ عَلى الشَّيطانِ، كِلاهُمَا خَلقه اللهُ بقُدرَته عِند الجَهمِي، فهَل هُناك أشَدُّ مِن هَذا العُقُوق -والعِيَاذ بِالله- ؟، فَالجَهمِيُّ ينْكِر اليَدينِ للهِ تَعَالى وَيفَسِّرها بِالقُدرَة، وَينكِر فَضلَ آَدَم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد