فَكِلاَهُمَا تَأثِيرُ قُدْرَتِهِ وَتَأَ **** ثِيرُ المَشِيئَةِ لَيسَ ثَمَّ يَدَانِ
آَلاهُمَا
أَوْ نِعْمَتَاهُ وَخَلْقُهُ **** كُلٌّ بِنِعْمَةِ رَبِّهِ المَنَّانِ
لَمَّا
قَضَى رَبُّ العِبَادِ العَرْشَ قَا **** لَ تَكَلَّمِي فَتَكَلَّمَتْ بِبَيَانِ
قَدْ
أَفْلَحَ العَبْدُ الذِي هُوَ مُؤمِنٌ **** مَاذَا ادَّخَرْتَ لَهُ مِنَ الإِحْسَانِ
وَلَقَدْ
رَوَى حَقًّا أَبُو الدَّرْدَاءِ ذَا **** كَ عُوَيمِرٌ أَثَرًا عَظِيمَ الشَّانِ
يَهْتَزُّ
قَلْبُ العَبْدِ عِنْدَ سَمَاعِهِ **** طَرَبًا بِقَدْرِ حَلاَوَةِ الإِيمَانِ
مَا
مِثْلُهُ أَبَدًا يُقَالُ بِرَأيِهِ **** أَوْ كَانَ يَا أَهْلاً بِذَا العِرْفَانِ
****
هَذا كَما فِي الحَدِيث: «أَنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ قَالَ لَهَا:
تَكَلَّمِي، قَالَتْ: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾
[المؤمنون: 1] »
([1]).
يَعْنِي: هَذا الذِي قَالهُ أبُو الدَّرداء لاَ يُقالُ مِن قَبيلِ الرَّأيِ، بَل هُو مَرفوعٌ إِلى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وإِنْ كَان قَد قَالهُ بِرأيهِ فَهذا يَدلُّ عَلى عِرفَانِه وعِلمِه رضي الله عنه، وَعَلى كِلا الأَمْرين فَهَذا يَدلُّ عَلى عِظمِ شَأنِه،
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (3480)، والطبراني في «الكبير» رقم (11439).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد