فِيهِ النُّزُولُ ثَلاثُ سَاعَاتٍ فَإِحْـ **** ـدَاهُنَّ يَنْظُرُ فِي الكِتَابِ الثَّانِي
يَمْحُو
وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ بِحِكْمَةٍ **** وَبِعِزَّةٍ وَبِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ
فَتَرَى
الفَتَى يُمْسِي عَلَى حَالٍ وَيُصْـ **** ـبِحُ فِي سِوَاهَا مَا هُمَا مِثْلاَنِ
هُوَ
نَائِمٌ وَأُمُورُهُ قَدْ دُبِّرَتْ **** لَيلاً وَلاَ يَدْرِي بِذَاكَ الشَّانِ
****
سَواء كَان مَرفُوعًا أَو مَوقُوفًا عَلى أَبِي
الدَّردَاء، فَقَد رَوى: «يَنْزِلُ اللهُ
تَعَالَى فِي آَخِرِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ يَبْقِينَ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَنْظُرُ اللهُ
تَعَالَى فِي السَّاعَةِ الأُولَى فِي الكِتَابِ الذِي لاَ يَنْظُرُ فِيهِ
غَيْرُهُ، فَيَمْحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ، ثُمَّ يَنْظُرُ فِي السَّاعَةِ
الثَّانِيَةِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَهِيَ مَسْكَنُهُ الذِي يَسْكُنُ فِيهِ لاَ
يَكُونُ مَعَهُ فِيهَا أَحَدٌ إِلاَّ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ
والصِّدِّيقُونَ، وَفِيهَا مَا لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ
بَشَرٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ آَخِرَ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ: أَلاَ
مُسْتَغْفِرٌ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ، أَلاَ سَائِلٌ يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ، أَلاَ دَاعٍ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ»
([1]).
هَذا مِن آَثَار أَنَّ الله تَعالى يَنظُر شَأنَ عِبَاده، يَقضِي بِتَوبَة العَاصِي واسْتِغفَار المُذنِب فَتتحَسَّن أحْوَالهم، وَذَلكَ لِتقدِيرهِ تَعَالى ذَلكَ حِينَ نُزولِه إِلى السَّماءِ الدُّنيَا فِي كُل لَيلَة، وَلِذا يَقُول جل وعلا: ﴿يَسَۡٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29]، يُعطِي وَيمْنَع، وَيُخْفِضُ وَيَرفَع، وَيُعزُّ ويُذلُّ، هَذا فِي السَّاعةِ الأُولى.
([1]) أخرجه: الطبراني في ««الأوسط»» رقم (8635).