×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

واحتجَّ مَن منعَ الولادةَ أنّها  ****  ملزومةٌ أمرينِ مُمتنعانِ

حيضٌ وإنزالُ المنيِّ وذاك الْـ  ****  أمرانِ في الجناتِ مفقودانِ

وروى صُدَيُّ عن رسولِ اللهِ أنْ  ****  نَ منيَّهُم إذ ذاكَ ذو فُقدانِ

بل لا منيَّ ولا منيَّةَ هكذا  ****  يروي سُليمانُ هو الطبراني

****

 احتجَّ مَن نصَر القولَ الأولَ بحديثِ أبي رُزَين وبأنَّ الولادةَ يلزَمُ منها الحيضُ والدمُ وخروجُ المَنِي، وهذه فضلاتٌ وقاذوراتٌ مُستكرَهة، والجَنَّة ليس فيها شيءٌ مُسْتكرَه، وأُجِيبَ عن هذا: بأنه لا يلزَمُ أن يكونَ فيها مَنِيٌّ ولا حَيض فيحصُلُ الولدُ بدون ذلك واللهُ على كلِّ شيءٍ قدير، فالحاصِلُ أنَّ القولين متُكافِئَان لا يظهَرُ ترجيحُ أحدِهما على الآخر:

وجاء في حديثِ أبي أُمامةَ صديِّ بن عجْلان الباهلي: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ فِي الجَنَّةِ مَنِيٌّ وَلاَ مَنِيَّة»، لا منيَّ: هو الذي يخرُجُ من الرَّجُل، ولا مَنِية: وهي الموت ([1]).


الشرح

([1])  رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (8/96) (7479).